نعمة نحسد عليها
فالإنسان آمن في نفسه وولده، نعمة! أي نعمة لولاها لما طابت الحياة، ولو زالت لتنغص العيش وذاق العبد الضنك والضيق، يا لها من نعمة عظيمة يقول فيها - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من أصبح منكم آمنًا في سربه معافًى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"*الآمن الذي يمتن اللَّه به من فوق سبع سموات، فقال سبحانه وتعالى: {أَوْ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا...} (القصص:57).
سبحانه من أمننا وكنا خائفين، ورزقنا وكنا جائعين، سبحانه وتبارك رب العالمين، الأمن الذي نعيشه أصبح الواحد منا في أمن وهو داخل بيته، في أمن وهو في متجره وسوقه وفي بيعه وشرائه، ولو خرج من متجره وعمله واكتفى بوضع القماش لأداء صلاته وعبادته فلا تستطيع يد سارق أن تمتد إليه.
أين هذا في الوجود؟ أين هذا في مشارق الأرض ومغاربها؟ الأبواب تقفل وتوصد وتوثق، ومع ذلك تكسر وتؤخذ الأموال جهرة في وضح النهار، دول التقدم والحضارة إذا خرج الواحد من بيته لا يأمن من إنسان ضياع الأموال ولا يأمن من بغي الرجال، فيا له من بؤس.
وهذا الأمن الذي يعيشه كل واحد منا لم يكن وليدًا بالصدفة، ولكن اللَّه - سبحانه وتعالى - قيض له من كان سببًا في وجوده، أنعم اللَّه علينا بهذه النعمة العظيمة حينما وفق ولاة الأمر، وعلى رأسهم قائد هذه البلاد، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسددهم وأرشدهم واختارهم لحماية هذه البقعة الطيبة المباركة، لم نسمع كل يوم من القبض على المجرمين وقطاع الطرق، وكل من يحاول أن يزعزع هذا الأمن الذي يسهر عليه رجال صدقوا اللَّه ما عاهدوا عليه، رجال الأمن البواسل في هذا البلد.
فلا تجد شارعًا حتى لو كان صغيرًا أو كبيرًا إلا وتجد دورية شرطة أو هيئة الأمر بالمعروف يجوبون الأسواق للقبض على من يتعدى على محارم الناس، وتراهم في الحدائق العامة والمنتزهات وفي كل مكان هدفهم هو الحفاظ على أمن هذه البلد، تحت هذه القيادة الراشدة.
فهذه أيها الإخوة نعمة محسودون واللَّه عليها من جميع الأعداء الذين يسعون ليلًا ونهارًا إلى القضاء على هذا الأمن، فعلينا معاونة رجال الأمن في كل مكان معاونة رجال الهيئة ومساعدتهم في القبض على المشعوذين والسحرة والدجالين وأهل المعاصي والخمور وغيرهم؛ حتى نحافظ على هذا الأمن الذي صنعة رجال يسهرون ليلًا ونهارًا، فجزاهم عنا كل خير وجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم يوم القيامة.
كما أسأل اللَّه أن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.وولي ولي عهده حفظهم الله*
*المدير العام لتحرير والنشر بصحيفة غرب