خدعتني ... المظاهر

في دروب الحياة نلتقي بالكثير وتضع الصدف أمامنا شخصيات نظن من الوهلة الأولى أنهم معادن نفيسة ونادرة نتقرب منها ونرغب بها ، ربما لأننا (نتوهم)أن فيهم مانبحث عنه! أو ربما لأن مظهرها جعلنا نعتقد أنهم ملائكة أو مثاليون وقد يوحي أحيانا بالأمان وماهو إلا فخ وصدمات متتالية وبعد اتضاح حقيفتهم لانبرر لأنفسنا صدمتنا بهم إلا بقول ...خدعتني ....المظاهر!!

يقال (الإنسان مخبوء تحت لسانه) أي تتضح حقيقته بعد أن يتكلم فترى مدى ثقافته وعلمه وأخلاقه! في الحقيقة ليس كل مايقال صحيح فليس كل متكلم يعمل بما يقول! وليس كل ذي مظهر يوحي بالوقار يستحق الوقار! اصبح بالكلام تشترى وتباع قلوب وعقول وبالمظاهر تبنى شراكات ...وتهدم كاد أن بشعر البعض أنه لم يعد يستطيع أن يفرق بين الصالح والطالح حتى تنتهي المسرحية والفطين الموفق هو من يكشف الشخصيات قبل انتهاء العرض!!

دائما المواقف المتتالية والشدائد تظهر المعادن والحقائق فلا تحكم على شخص إلا بعد معاشرته فالأفعال أبلغ من الأقوال والجوهر يطغي على المظهر، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا البصيرة والتوفيق لمن يحاول أن يلبس الفضيلة متصنعا ويتستر بستار الدين أو العلم والأخلاق ، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تعتمد على خلق رجل حتى تجربه عند الغضب، فغالبا يسقط الغضب اقنعة لم نكن نبصرها و أخيرا...لا تدع المظاهر تخدعك مرة اخرى .