نحن لا نعمل لإرضاء أمريكا… بل نعمل لنرضي وطنًا يستحق
في عالمٍ تتشابك فيه المصالح وتعلو فيه أصوات القوى الكبرى، برز صوتٌ سعودي مختلف… صوتٌ واثق، يعرف قيمته، ويضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار. إنّ القول: "نحن لا نعمل لإرضاء أمريكا" ليس مجرد تصريح سياسي، بل هو إعلان مرحلة جديدة تُبنى فيها القرارات على الثقة والوعي، لا على المجاملة أو الحسابات الضيقة.
لقد اعتادت بعض الدول أن تتحرك وفق ما يريده الآخرون، وأن تدور في فلك القوى العالمية الكبرى. أمّا السعودية اليوم، فهي دولة تعرف اتّجاهها، وتعرف ثقلها، وتعرف أن قوتها الحقيقية لا تُقاس برضا أحد، بل تُقاس بقدرتها على صناعة مستقبلها بيدها، وحماية مصالحها، وخلق فرص حقيقية لجيلها القادم.
المملكة اليوم لا تبحث عن “رضا”، بل عن شراكات متكافئة، ومشاريع تعود بالنفع على اقتصادها وشعبها، واستثمارات تُحدث فرقًا على أرضها. نحن لا نُقيم العلاقات على أساس العاطفة السياسية، بل على أساس الفائدة المتبادلة، والاحترام، والرؤية البعيدة.
وحين يقال: "نحن لا نعمل لإرضاء أمريكا"، فإنما يقال لأن السعودية باتت تدرك حجمها الحقيقي في خريطة العالم. دولة تُحدث التحول، لا تنتظره. دولة تخلق الفرص، لا تتلقاها. دولة تبني، وتقرر، وتؤمن أن قوتها في استقلال قرارها.
لقد أثبت القائد الملهم — الذي تُبنى على يديه نهضة الوطن الحديثة — أن الكرامة الوطنية ليست شعارًا، بل ممارسة يومية في كل مشروع، وكل خطوة، وكل تفاوض. وأن السعودية الجديدة لا تنحني إلا لقيمها، ولا تلتزم إلا بمصلحتها، ولا تتقدم إلا بثقةٍ استثنائية وبوصلةٍ واضحة.
وفي زمن تتغير فيه التحالفات، تبقى السعودية ثابتة على مبدأ واحد:
أن الوطن أولاً… وأن القرار السعودي يُصنع في السعودية، ويُوجَّه نحو مستقبل السعودية، ولا يُبنى على إرضاء أحد.
هذه الثقة ليست مجرد كلمات، بل حقيقة يلمسها المواطن في كل إصلاح، وفي كل مشروع، وفي كل خطوة تُصنع لصالحه. إنها مرحلة اقتدار… لا تبعية. مرحلة تأثير… لا انتظار. مرحلة تبنيها إرادة لا تشبه إلا نفسها.
بقلمي