تفرعنت دون أن أشعر
في زحمة العلاقات ووسط ضوضاء النصائح التي تنهال علينا من المحبين قبل غيرهم، يجد الإنسان نفسه مُحمّلًا بتوقعات لا تُشبهه وصورٍ يريد الآخرون أن يكون عليها. وهكذا شيئًا فشيئًا يبدأ القلب بالتغيّر ليس لأنّه يريد ذلك بل لأنّ الكلمات تُربّيه أكثر
مما تفعل التجارب
كنتُ أُعاتَب
على طيبتي
على هدوئي في العتب ورقّتي
في اتخاذ القرار
وقيل لي مرارًا إنني أُجامل أكثر مما يجب
وأتنازل أكثر
مما ينبغي
ومع كثرة العتاب وتدفّق النصائح
بدأتُ أستجيب دون
أن أشعر
تغيّرت لغتي، تغيّرت قراراتي وتغيّر حتى صوتي الداخلي
ثم وجدت نفسي للمرة الأولى
أقف في الجانب الآخر
من المرآة
أعلو بصوتي أتشدد في رأيي لا ألتفت
إلى رأي أحد
حتى قيل لي لقد أصبحت متفرعنًا
لا تُناقَش ولا تَقبَل
إلا قرارك
حين نصبح ضحية نصائح مقصودة بالخير
المفارقة أن غالبية النصائح جاءت بدافع المحبة
لكن المشكلة
كل المشكلة أن بين القوة والتصلّب خيطًا رفيعًا
وبين الحزم والجبروت شعرة
وبين حماية النفس وبناء السور حولها خطوات قليلة
لا نشعر بها إلا بعد أن ننعزل خلف الجدار
الإنسان حين يُغيّر نفسه لإرضاء الآخرين
يدفع ثمنًا نفسيًا أكثر مما يتوقع
وحين يفقد شيئًا من طيبته يفقد معه راحته الداخلية
الأثر النفسي الضريبة التي لا تراها العيون
تغيّر السلوك ليس حدثًا عابرًا؛ إنه صراع نفسي
فالانتقال من طيبة مطلقة إلى صلابة زائدة
يشبه المشي
على حافة السطح
خطوة نحو اليمين سقوط
وخطوة أخرى
نحو اليسار ذوبان
يمرّ الإنسان بعدها بمرحلة يسأل فيها نفسه
هل تغيرت أم أُجبرت على التغيير؟
هل هذا أنا حقًا
أم نسخة صنعتها الضغوط؟
وهذا السؤال وحده كفيل بإنهاك الروح
البحث عن التوازن
لا العودة إلى نقطة الصفر
لا نريد أن نعود
إلى طيبة تُستغل
ولا إلى قسوة تجرح
نريد ذلك التوازن النبيل
الشخصية التي تسمع النصيحة دون أن تتنازل عن جوهرها
وتتخذ قراراتها دون أن تُقصي الآخرين
وتحافظ على قلبها دون أن تُهمل عقلها
ختامًا نحتاج أن نعاتب أنفسنا أحيانًا لنعود لأنفسنا
عتاب النفس ليس جلدًا للذات
بل هو محاولة لاستعادة الملامح التي كدنا نفقدها
والعودة إلى النسخة التي نعرفها ونطمئن إليها
فنحن لسنا فراعنة ولسنا ملائكة
نحن بشر يتأرجحون بين الطيبة والحزم
وبين القلب والعقل
وبين ما نريد
وما يريد الآخرون
الإعلامي والمستشار
حامد محمد الطلحي الهذلي
مدير جمعية نجوم السياحة بالطائف
مما تفعل التجارب
كنتُ أُعاتَب
على طيبتي
على هدوئي في العتب ورقّتي
في اتخاذ القرار
وقيل لي مرارًا إنني أُجامل أكثر مما يجب
وأتنازل أكثر
مما ينبغي
ومع كثرة العتاب وتدفّق النصائح
بدأتُ أستجيب دون
أن أشعر
تغيّرت لغتي، تغيّرت قراراتي وتغيّر حتى صوتي الداخلي
ثم وجدت نفسي للمرة الأولى
أقف في الجانب الآخر
من المرآة
أعلو بصوتي أتشدد في رأيي لا ألتفت
إلى رأي أحد
حتى قيل لي لقد أصبحت متفرعنًا
لا تُناقَش ولا تَقبَل
إلا قرارك
حين نصبح ضحية نصائح مقصودة بالخير
المفارقة أن غالبية النصائح جاءت بدافع المحبة
لكن المشكلة
كل المشكلة أن بين القوة والتصلّب خيطًا رفيعًا
وبين الحزم والجبروت شعرة
وبين حماية النفس وبناء السور حولها خطوات قليلة
لا نشعر بها إلا بعد أن ننعزل خلف الجدار
الإنسان حين يُغيّر نفسه لإرضاء الآخرين
يدفع ثمنًا نفسيًا أكثر مما يتوقع
وحين يفقد شيئًا من طيبته يفقد معه راحته الداخلية
الأثر النفسي الضريبة التي لا تراها العيون
تغيّر السلوك ليس حدثًا عابرًا؛ إنه صراع نفسي
فالانتقال من طيبة مطلقة إلى صلابة زائدة
يشبه المشي
على حافة السطح
خطوة نحو اليمين سقوط
وخطوة أخرى
نحو اليسار ذوبان
يمرّ الإنسان بعدها بمرحلة يسأل فيها نفسه
هل تغيرت أم أُجبرت على التغيير؟
هل هذا أنا حقًا
أم نسخة صنعتها الضغوط؟
وهذا السؤال وحده كفيل بإنهاك الروح
البحث عن التوازن
لا العودة إلى نقطة الصفر
لا نريد أن نعود
إلى طيبة تُستغل
ولا إلى قسوة تجرح
نريد ذلك التوازن النبيل
الشخصية التي تسمع النصيحة دون أن تتنازل عن جوهرها
وتتخذ قراراتها دون أن تُقصي الآخرين
وتحافظ على قلبها دون أن تُهمل عقلها
ختامًا نحتاج أن نعاتب أنفسنا أحيانًا لنعود لأنفسنا
عتاب النفس ليس جلدًا للذات
بل هو محاولة لاستعادة الملامح التي كدنا نفقدها
والعودة إلى النسخة التي نعرفها ونطمئن إليها
فنحن لسنا فراعنة ولسنا ملائكة
نحن بشر يتأرجحون بين الطيبة والحزم
وبين القلب والعقل
وبين ما نريد
وما يريد الآخرون
الإعلامي والمستشار
حامد محمد الطلحي الهذلي
مدير جمعية نجوم السياحة بالطائف