المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
د. ماجد بن ثامر آل سعود  
د. ماجد بن ثامر آل سعود  

رؤية تقود العالم.. أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا

تحظى زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية باهتمام عالمي واسع، إذ تأتي في مرحلة تشهد تغيرات جيوسياسية واقتصادية متسارعة على مستوى العالم، وفي لحظة يبرز فيها الدور السعودي بقوة كأحد المحركات الأساسية للاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي. وتعد هذه الزيارة محطة مهمة في إعادة تشكيل العلاقات بين الرياض وواشنطن على أسس جديدة تتجاوز نمط التحالف التقليدي، لتفتح الطريق نحو شراكة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، والاقتصاد المتنوع، والتعاون الأمني المتطور، وأدوار سياسية أوسع تأثيرًا على مستوى المنطقة والعالم.
وتكتسب الزيارة أهميتها من الملفات الحيوية المتوقع مناقشتها، حيث ستكون قضايا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتقدمة، والتعاون الدفاعي، وتطوير الاستثمارات المشتركة، في صدارة الاهتمامات بين الجانبين. فالسعودية تسعى ضمن رؤية 2030 إلى بناء اقتصاد مستقبلي يعتمد على الابتكار، والشراكات الدولية النوعية، والتحول نحو مصادر طاقة جديدة، مما يجعل الحوار مع الولايات المتحدة جزءًا أساسيًا من صياغة هذا التحول. كما يمكن أن تشمل الزيارة بحث ترتيبات جديدة تتعلق بالطاقة النووية المدنية، وهي خطوة تُعد محورية في تطوير البنية المستقبلية للطاقة في المملكة، وفي تعزيز مكانتها كمركز عالمي للطاقة المتقدمة.
ويتابع العالم هذه الزيارة باهتمام كبير لأنها تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى، سواء من حيث إعادة ترتيب التوازنات، أو تصاعد أهمية السعودية كفاعل رئيسي في إدارة ملفات الشرق الأوسط، من الوساطات السياسية، إلى الجهود الإنسانية، إلى صناعة الاستقرار الإقليمي. كما أن الترقب الدولي لهذه الزيارة يعود إلى قوة الاقتصاد السعودي، وتأثير المملكة في أسواق الطاقة، ودورها المتنامي في التكنولوجيا والاستثمار العالمي، مما يجعل أي خطوة يقوم بها ولي العهد ذات انعكاس يتجاوز حدود المنطقة.
أما على المستوى الدولي، فإن حضور الأمير محمد بن سلمان أصبح أحد العوامل المؤثرة في مسار العلاقات العالمية. فشخصيته القيادية القوية، وقدرته على اتخاذ قرارات جريئة، ورؤيته بعيدة المدى في إعادة بناء الاقتصاد السعودي وهيكلته، تجعل زياراته تحظى بصدى واسع. ولا يخفى على المراقبين أن ولي العهد استطاع أن ينقل المملكة إلى موقع جديد على الخريطة العالمية، من خلال مشاريع نوعية، وإصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة، وجهود دبلوماسية اتسمت بالفاعلية والاتزان.
وما يمنح الزيارة بُعدًا إضافيًا هو أن ولي العهد يمثل نموذجًا جديدًا للقيادة في المنطقة؛ قيادة تجمع بين الحضور القوي، والقدرة على صياغة التحولات، والجرأة في إعادة رسم ملامح المستقبل. وتنعكس هذه الصفات في كل خطوة يقوم بها على الساحة الدولية، حيث يُنظر إلى تحركاته على أنها مؤشرات على اتجاهات السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة. ولذلك، فإن الزيارة ليست مجرد لقاء بين دولتين، بل حدث يحمل دلالات واسعة حول موقع المملكة في النظام الدولي، ودورها القادم في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم.
 0  0  1.6K