المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 13 نوفمبر 2025
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر

المجاملةُ… حين تتحوّل من لطفٍ اجتماعي إلى خللٍ مهني ومسكناتٍ لغوية

في كل ميادين العمل التي تُبتكر فيها الكلمات قبل أن تُختبر الأفعال، تزدهر المجاملة كأنها لونٌ ورديّ يُرَشّ على الحقائق ليغطي شقوقها.
لكننا حين يدخل الأمر ساحة العمل، وساحة الكفاءة، وساحة الأدوار المهمة.. لا نملك رفاهية رسم الصورة بلونٍ غير لونها الحقيقي.

فالمجاملة في العلاقات اليومية قد تُهذّب الخواطر،
لكن المجاملة في أهلية العمل تشبه إضافة عطرٍ فاخر على شيءٍ لا يصلح للاستخدام… رائحة جميلة، ونتيجة كارثية.
فلا مجاملة في كفاءة موظف،
ولا في قيمة قرار،
ولا في جودة مشروع،
ولا في شخصٍ لا يحمل ما يدّعيه.
وأخطر أنواع المجاملة ليست تلك التي نقولها، بل تلك التي نتجاوز بها الحقيقة خوفًا من إحراج أحدهم.
وحين نخجل من الصراحة، ندفع لاحقًا ثمنًا أغلى بكثير من ثمن كلمة حق قيلت في وقتها.
إنّ المجاملة في العمل تُنبت فريقًا هشًّا،
ومؤسسةً ترتعش عند أول اختبار،
ومستقبلًا يُبنى على رمالٍ ناعمةٍ مُبهرةٍ في شكلها لكنها تنهار عند أول موجة.
ونحن في زمنٍ يتقدّم فيه العالم بسرعة الضوء لا نحتاج كلمات لطيفة بقدر ما نحتاج عقولًا صادقة، تُسمّي الخطأ خطأ، وغير المؤهّل غير مؤهّل، بلا خوف ولا تزيين ولا مُسكّنات لغوية.
فالصراحة ليست خشونة،
والوضوح ليس وقاحة،
والصدق ليس قسوة
فالصدق لونٌ ثابت، لا يتغير، ولا يتدرّج، ولا يخون.
لهذا نقولها بوضوح
لا نجامل في العمل.
لا نجامل في الكفاءة.
ولا نجامل في حقيقة الإنسان حين يكون موقعه أكبر من قدرته.
أمّا المجاملة فلتبقَ في أماكنها…
في المجالس، في التحايا، في اللقاءات الخفيفة…
لا في مستقبل منظومة العمل، ولا في تحديد مصير، ولا في قرارٍ يصنع غدًا جديدًا.
 0  0  620