حين يأتي الكبير وحيدًا صرخة صامتة في وجه القلوب الغائبة
مشهد مؤلم يهز الوجدان قبل أن تراه العيون كبار سن يدخلون العيادات على كراسٍ متحركة يرافقهم السائق أو الخادمة فيما تغيب الوجوه التي كان يُفترض أن تكون الأقرب والأدفأ والأوفى
يقول أحد الأطباء أشعر بالألم حين أرى كبيرًا جاء وحيدًا بينما صديقي الطبيب البيطري يخبرني أن أغلب الشباب والفتيات يأتون إليه برفقة حيواناتهم الأليفة
وهنا تكمن المفارقة المرّة بين من ربّانا بحب ومن ربّيناه بلا وفاء
إنها ليست قضية رعاية صحية فقط بل قضية إنسانية وأخلاقية تعكس ضعف الروابط الأسرية وانشغال الأبناء عن من أعطوهم عمرهم
الكبير لا يريد مالًا ولا علاجًا بقدر ما يريد نظرة وكلمة ولمسة حنان تروي ما جفّ من قلبه
كم هو موجع أن نرى الوفاء في عيون الحيوان والغفلة في قلوب الإنسان
واخركلامي اقول
يا كبر وجيهٍ ضاعت بوقت الجحود
ما لقوا إلا السواق يسوق خطوتهم
يا ليت بعض القلوب لو فيها وعود
ما خذلوا شيبانهم يوم حاجتهم