الطائف.. جوهرة السياحة السعودية
حينما ُنتذكر الطبيعية وعبق التاريخ واعتدال المناخ فإن أول ما يخطر في البال هو الطائف ألمأنوس تلك لمدينة الهادئة التي تتربع على قمم جبال الحجاز وتستقبل زوارها بوجهٍ مشرق وعبيرِ وردٍ فواحُ لا يُنسى.
فالطائف في الحقيقة ليست مجرد مدينة عابرة في ذاكرة الجغرافيا بل هي حكاية تاريخية ووطنية خالدة ومقصد سياحي يختصر الرؤية في جعل السياحة رافدًا أساسيًا للاقتصاد والتنمية.
ففي الواقع تتميز الطائف بمزيج فريد يجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق فهي مدينة الورد والعنب والرمان والمشمش التين ومأوى المصطافين منذ عقود طويلة وقد كانت مقصد الدولة كل عام .
تتوزع على أرضها الجبال المكسوة بالخضرة مثل الشفا والهدا وتتناثر في أرجائها الأسواق القديمة والمواقع التراثية وعلى رأسها سوق عكاظ الذي شهد ميلاد الكلمة العربية وازدهارها في أزمنة الشعراء والخطباء.
فهما تنوعت مواقع السياحة في المملكة والتي نفخر بها إلا انه ستزال الطائف تحتفظ بأصالتها الفريدة لتُقدم للزائر تجربةً سياحية تجمع بين التراث والحاضر وبين عبق الماضي ورفاهية الحاضر.
ويمتاز الطائف بفضل موقعه الجغرافي وارتفاعه عن سطح البحر وقربه من المسجد الحرام تنعم بميزة فريدة بالإضافة لمناخٍ معتدلٍ طوال العام جعلها وجهةً مفضلةً للسياح من داخل المملكة وخارجها.
وما يميزها أيضًا تنوعها الطبيعي ما بين الجبال والوديان والسهول مما يجعلها مقصدًا مثاليًا لعشّاق الاستجمام والمغامرة.
ولعل مهرجان الورد الطائفي أصبح رمزًا عالميًا يعكس هوية الطائف المأنوس الزراعية والسياحية ويُبرز مهارة أبنائها في تحويل الطبيعة إلى منتجٍ سياحيٍ واقتصاديٍ.
بكل فخر أصبح الطائف اليوم ضمن المدن السعودية التي تشهد حراكًا سياحيًا متسارعًا بدعم وزارة السياحة تمشياَ مع رؤية المملكة 2030 التي جعلت من تطوير الوجهات السياحية هدفًا استراتيجيًا.
وفي هذا الإطار تعمل الجهات الرسمية والمتخصصة على تعزيز دور المجتمع المحلي في دعم المشاريع السياحية وتفعيل الشراكات الاستثمارية مع الجهات المهتمة بالسياحة
الطائف وجهة على مدار العام من مهرجاناتها المتنوعة إلى فعالياتها الثقافية، ومن منتجعاتها الجبلية إلى حدائقها الغنّاء، تبقى الطائف مدينة الحياة على مدار الفصول.
تفتح ذراعيها لكل زائرٍ يبحث عن الراحة والجمال، ولكل مستثمرٍ يطمح للمساهمة في مستقبلٍ سياحيٍ واعدٍ يجمع بين الأصالة والابتكار.
الطائف ليست مجرد مدينة بل روح الجمال السعودي ومثالٌ حيّ على قدرة المملكة في تحويل مواردها الطبيعية والتراثية إلى فرصٍ تنمويةٍ مستدامة.
هي جوهرة السياحة السعودية التي تزداد بريقًا كلما هطلت عليها غيمة أو فاح في أرجائها عطر الورد الطائفي الذي عشقته القلوب قبل العيون.