شكلك ماه عاجبني
فلنستبدل «شكلك ماه عاجبني
بـأخلاقك أعجبتني
في زحام الحياة اليومية، تتطاير العبارات بين الناس كشررٍ لا يُرى أثره، لكن بعضها يترك في القلب أثر السهم، ومن أكثرها وقعًا على النفس تلك الجملة العابرة:
«شكلك ماه عاجبني».
جملةٌ ظاهرها المظهر، وباطنها الانطباع.
قد تُقال مازحةً بين الأصدقاء، فتثير الضحك،
وقد تُقال جادّةً، فتزرع في النفس شعورًا بالرفض والانتقاص.
وما بين المزاح والجدّ، تختبئ حقيقةٌ عميقة:
نحن أمةٌ كثيرًا ما نحكم بالعين قبل أن نحكم بالعقل،
وننظر إلى الوجوه قبل أن نسمع القلوب.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]،
تأكيدًا أن التفاضل ليس في الصورة، بل في الجوهر والتقوى.
وقد صحّ عن النبي ﷺ قوله:
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»
حديث شريف يُغلق باب المفاضلة الشكلية، ويُعيد البصر إلى موضعه الحقيقي: الداخل لا الخارج.
إن قولنا «شكلك ماه عاجبني» ليس مجرد انتقادٍ عابر،
بل هو انعكاسٌ لثقافة الانطباع السريع،
حيث نُصدر أحكامنا على الناس من هيئةٍ أو ملامحٍ أو لباسٍ،
ونغفل أن وراء كل وجهٍ حكاية،
وأن تحت كل صمتٍ فكرٌ لا يُرى.
يقول الشاعر:
فَلا تَغْتَرَّ بِالمَرْءِ طُولَ قَميصِهِ
وَدَعْ قَلبَهُ إنَّ القُلوبَ مَعاييرُ
كم من وجهٍ بسيطٍ أشرق نورًا من صدقه،
وكم من وجهٍ أنيقٍ غاب عنه البريق لأن النية معتمة.
ليست المشكلة في أن لا يُعجبنا الشكل،
بل في أن نسمح لذلك الشعور بأن يُصبح مقياسًا للحكم على الآخرين.
فمن ظلم الناس بنظره، حجبت عنه بصيرته.
ومن أنصفهم بفكره، رأى الجمال فيما لا يُرى بالعين.
فلنستبدل «شكلك ماه عاجبني» بـ «أخلاقك أعجبتني»،
ولنُدرّب أنفسنا على أن الهيئة تزول، ولكن الأثر يبقى،
فما أجمل أن يكون حكمنا على الإنسان بما يقدّمه من فكرٍ وصدقٍ وإنسانية، لا بما يرتديه أو يظهره
بـأخلاقك أعجبتني
في زحام الحياة اليومية، تتطاير العبارات بين الناس كشررٍ لا يُرى أثره، لكن بعضها يترك في القلب أثر السهم، ومن أكثرها وقعًا على النفس تلك الجملة العابرة:
«شكلك ماه عاجبني».
جملةٌ ظاهرها المظهر، وباطنها الانطباع.
قد تُقال مازحةً بين الأصدقاء، فتثير الضحك،
وقد تُقال جادّةً، فتزرع في النفس شعورًا بالرفض والانتقاص.
وما بين المزاح والجدّ، تختبئ حقيقةٌ عميقة:
نحن أمةٌ كثيرًا ما نحكم بالعين قبل أن نحكم بالعقل،
وننظر إلى الوجوه قبل أن نسمع القلوب.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]،
تأكيدًا أن التفاضل ليس في الصورة، بل في الجوهر والتقوى.
وقد صحّ عن النبي ﷺ قوله:
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»
حديث شريف يُغلق باب المفاضلة الشكلية، ويُعيد البصر إلى موضعه الحقيقي: الداخل لا الخارج.
إن قولنا «شكلك ماه عاجبني» ليس مجرد انتقادٍ عابر،
بل هو انعكاسٌ لثقافة الانطباع السريع،
حيث نُصدر أحكامنا على الناس من هيئةٍ أو ملامحٍ أو لباسٍ،
ونغفل أن وراء كل وجهٍ حكاية،
وأن تحت كل صمتٍ فكرٌ لا يُرى.
يقول الشاعر:
فَلا تَغْتَرَّ بِالمَرْءِ طُولَ قَميصِهِ
وَدَعْ قَلبَهُ إنَّ القُلوبَ مَعاييرُ
كم من وجهٍ بسيطٍ أشرق نورًا من صدقه،
وكم من وجهٍ أنيقٍ غاب عنه البريق لأن النية معتمة.
ليست المشكلة في أن لا يُعجبنا الشكل،
بل في أن نسمح لذلك الشعور بأن يُصبح مقياسًا للحكم على الآخرين.
فمن ظلم الناس بنظره، حجبت عنه بصيرته.
ومن أنصفهم بفكره، رأى الجمال فيما لا يُرى بالعين.
فلنستبدل «شكلك ماه عاجبني» بـ «أخلاقك أعجبتني»،
ولنُدرّب أنفسنا على أن الهيئة تزول، ولكن الأثر يبقى،
فما أجمل أن يكون حكمنا على الإنسان بما يقدّمه من فكرٍ وصدقٍ وإنسانية، لا بما يرتديه أو يظهره