المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025
عزه الفايدي
عزه الفايدي
عزه الفايدي

رسالة إلى أبي… من قلب الطفلة التي لم تكبر بعد


يا أبي،
تلك الطفلة التي كنتَ تحملها على كتفيك ما زالت تعيش بداخلي،
كبر جسدها، لكن روحها توقفت عند آخر لحظة ضحكتَ فيها،
ما زالت تشتاق إلى صوتك، إلى ملامحك، إلى يدك التي كانت تمسح دمعتها بلطفٍ وتزرع في قلبها طمأنينة لا يملكها أحد سواك.

يا أبي،
كبرتُ وصرتُ أماً، لكنني مهما كبرت،
ما زلت أحتاج إلى حضنك، إلى دعائك الذي كان يحميني من قسوة الأيام،
ما زلت أفتقد تلك النظرة التي كانت تسبق كلماتي،
وتلك الطبطبة التي كانت تختصر كل المواساة في الحياة.

كلما أوجعني الزمان، أبحث عنك وعن طيفك،
أبحث عنك في تفاصيل أيامي، في ملامح أولادي، في لحظات ضعفي.
أبحث عنك لأستمد منك القوة، لأستعيد شيئًا من دفء الماضي الذي كنت أنت شمسه.

رحمك الله يا أبي…
رحمةً تسكنك الجنة وتغمر قبرك بالضياء.
رحمك الله بقدر ما افتقدتك وبقدر ما انكسر قلبي يوم رحيلك.
كنت لي الأمان والسند، وكنت لي القدوة والدعاء والحنان،
وبعدك أصبحت أستند على ذكراك، وأرتوي من حروف اسمك حين يناديني الحنين.

ووصيتي لكل من ما زال أبوه على قيد الحياة:
احضنه قبل أن يرحل،
اسأله عن حاله قبل أن تندم على سؤاله،
واسمع منه قبل أن تُصبح كلماته ذكرى.
أبيكم باب من أبواب الجنة،
فاحذروا أن يُغلق وأنتم لستم بارين به.

ورسالة مني إلى أبنائي:
احفظوا أباكم، فوجوده بينكم نعمة،
كونوا له كما كنتُ لأبي، حبًّا ووفاءً ودعاءً،
فمن عرف قيمة الأب، عرف كيف يعبد الله بالبرّ.
اللهم ارحم فقيد قلبي واجعلة في الفردوس الأعلى من الجنة يارب
بقلم ابنت المرحوم باذن الله تعالى محمد مسلم الفايدي
أم أصيل
بواسطة : عزه الفايدي
 0  0  2.4K