المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر

أ. عثمان العمير.. أيقونة الحرف العربي

في فضاء الإعلام العربي، يتلألأ اسم أ. عثمان العمير كعلامةٍ فارقةٍ في مسيرة الكلمة وصناعة الوعي.
هو ليس مجرّد صحفيٍ مرّ على المهنة، بل مدرسةٌ تمشي على الأرض، جمعت بين حدّة البصيرة وسموّ الفكرة، بين جرأة المبادرة وأناقة الحرف.
من الشرق الأوسط، حيث صاغ ملامح الخبر بروحٍ عالمية، إلى إيلاف التي دشّن بها فجر الإعلام الرقمي العربي، مضى العمير بخطى الواثق من رؤيته؛
يرى ما بعد العنوان، ويكتب قبل أن يكتب الآخرون.
لم يكن ينتظر التغيير، بل كان هو التغيير ذاته؛
ينحت مسارًا جديدًا للإعلام العربي حين كان الآخرون يراقبون من بعيد.
لم يكن العمير ابنَ مهنةٍ فقط، بل ابنَ وعيٍ ومرحلة.
في حضرته، تصبح الصحافة فنَّ الإصغاء للعصر، لا مجرّد نقلٍ لنبضه.
كلماته لا ترفع الصوت، لكنها تُنير الطريق.
حديثه يُشبه الضوء في اتزانه، والفكر في منطقه، والحكمة في هدوئه.
ظلّ عثمان العمير وفيًّا لرسالته، يرى في الصحافة شرف الفكرة قبل بريق الواجهة،
وفي الحرية مسؤوليةً قبل أن تكون شعارًا.
هو من آمن أن الحرف موقف، وأن الكلمة لا تُكتب لتُقال، بل لتبقى.
وفي كل تجربةٍ خاضها، ترك بصمةً من نور، ودرسًا في كيف يمكن للصحفي أن يكون صانعَ زمنٍ لا تابعَ لحظة.
وأخيرًا، في عالمٍ تتغيّر ملامحه كل صباح، يبقى عثمان العمير ثابتًا في موقعه،
كجبلٍ يطلّ على ذاكرة الصحافة، لا تهزّه العواصف ولا تُغريه الأضواء.
هو الذاكرة التي ترفض النسيان، والضمير الذي يُعيد للحرف هيبته.
علّمنا أن الصدق في الكلمة وطن، وأن الالتزام بها هو قمّة الشرف المهني.
في عهده، تحوّل الإعلام من مهنةٍ إلى حالةٍ من الوعي، ومن خبرٍ إلى بصيرة.
كتب بضميرٍ لا يُساوم، ونظر بعينٍ لا تكتفي بالمشهد، بل تُفتّش في عمقه.
أدرك مبكرًا أن الانتظار يقتل الأفكار، فاختار أن يسير دائمًا نحو الأمام،
ليترك في كل محطةٍ أثرًا يشبهه: صادقًا، جريئًا، وأنيقًا في الحضور.
وهكذا سيبقى اسمه علامةً فارقةً في دفتر الإعلام العربي،
وصوتًا لا يُعاد، لأن الذين يسبقون زمنهم… لا يتكرّرون.
 0  0  28.2K