أمي التي لم أرها وأبي الذي علّمني الصبر
رحلت أمي وأنا طفل لم أبلغ العشرين يومًا لكنها تركت في قلبي نورًا لا ينطفئ يضيء حياتي كلما ضاقت بي الأيام
لم أرَ وجه أمي ولم أسمع صوتها لكنها رغم غيابها المبكر سكنت أعماقي كأنها لم تفارقني يومًا
أشعر بها في كل لحظة دفء في كل دعاءٍ صادق في كل رقةٍ تسكن قلبي
كأن الحنان الذي زرعته قبل رحيلها ظلّ ينبت في داخلي رغم السنين
أما أبي فكان لي الأم والأب معًا علّمني كيف أواجه الحياة بابتسامة رغم الوجع
وكيف يكون الصبر زادَ القلب حين تضيق الدنيا
رحل الاثنان وبقي الأثر بقيت الوصايا التي لم تُقال، لكنها سكنت وجداني بلا حروف
رحمهما الله بقدر ما اشتقت لهما وبقدر ما منحتني ذكراهما من قوةٍ وحنانٍ ورضا.
فما أجمل أن تكون حياتي شاهدةً على حبهما وإن غابا جسدًا فحضورُهما لا يزول
واخر كلامي اقول
أمّي فراقك للحياة اختِبارِي
لكنّ حبّك ما تغيّره السنين
وأبوي بعدك صار لي نُور دارِي
علّمني معنى الوفا والحنين
اللهم اجعل قبريهما روضةً من رياض الجنة وارحمهما برحمتك الواسعة واجعل لقائي بهما في الفردوس الأعلى