حينما يعجز الضعيف عن مجاراة الرجال… يبدأ بالعواء
في كل لحظة يظهر لنا في أزقة الحياة كائن غريب الطبع هشّ القلب ضيّق الصدر اسمه الحاسد مهما ملك من المال واللسان والهيبة الجسدية الخاوية
تجده متخفياً خلف ستار المجاملة يبتسم بوجهك بينما يعضّ على قلبه غيظاً كلما رآك تتقدم خطوة أو سمِع اسمك يُذكر بخير أو شاهد الناس تصفق لإنجازك ورجولتك وتاريخك المُشرف .
ذلك الكائن لا يملك سوى النقنقة سلاح الضعفاء حين تعجزهم الأفعال.
فهو لا يُبدع ولا يُنتج! ولكنه يظن أن هدم الآخرين يُشعره بالارتفاع وأن الحجارة التي يقذفها على الناجحين سترفعه مترًا فوق سطح الفشل الذي يسكنه.
الحاسد غالباً ما يكون فقيراً في الموهبة، معدوم الإنجاز، غارقاً في المقارنات ضعيف الحيلة. قوي الثرثرة
بدلاً من أن يعمل على تطوير نفسه، يجلس في زوايا الحسد تهمس له قرينه ونفسه البغيضة ؟ ليش هو مو أنا؟!"
وكأن الدنيا ارتكبت جريمة حين منحت غيره ما حُرم هو منه ولم يرضى بما قسمه الله له وضعف إرادته التي حالت دون بناء ذاته وصناعة رجولته بالتمرين والتمرس .
ينام على صوت نجاح غيره ويستيقظ على صورهم في الأخبار فيتحول يومه إلى مهرجان حقد صامت يقيمه في رأسه وحده فيعيش حياة مأساوية تُرهقه وتسحق رجولته التي يضُنها..
وفي الحقيقة التي لا ينكرها عاقل أن أسوأ ما يؤلم الحاسد أنه يرى الرجال الحقيقيين وهم يصنعون المجد بعرق الجبين لا بنباح اللسان
ووالله انه مسكين يختنق كلما رأى مواقف الرجولة تُعلن عن نفسها والكرامة تمشي بثقة والنجاح يزهر بلا إذنه.
تسحقه رجولتهم لأن الرجولة عنده كلمة يلوكها لا فعلاً يعيشه
في الواقع الحاسد لا يحتاج من يعاقبه فهو يعيش داخل محرقة يصنعها بنفسه لأن الحسد بذاته في الواقع … حريق داخلي لا يشعربه سواه
وكل ابتسامة وفعل وقولاً من خصمه تُشعل ناراً في صدره وكل خبر نجاح يُشعل بركاناً في دمه!
لكنه رغم احتراقه يُصرُ على الظهور بثوب البريء الذي يلاحظ ويتساءل وينتقد ويُمثل من باب الحرص.
الناجح لا يلتفت للخلف ولا يسمع صوت النقنقة البعيدة.
فكلما ارتفع الجبل صغر ضجيج الحُفر
للرجال هامة وقامة قليلو الحديث كثيرون الأفعال والنجاحات اتركوا الحاسد في رماد نفسه يتقلب بين غيظه وحسده بينما أنتم تمضون بثبات نحو قمّمكم فالنار لا تحرق إلا من أشعلها.
اتركوه في رماده تشتعل جمرات قلبه تحته وليكن ما يكون ففي النهاية مسكين ناقص مهما تجمًل وارتجل..