جيل يعيش زمانه.. بين العولمة والجذور ولم ينسى دينه وقيمه
في زمن العولمة والإنترنت، حيث تتزاحم الثقافات وتتعدد الأفكار، يظل السؤال الأهم حاضرًا في كل بيت: كيف نربي أبناءنا؟ وكيف نحافظ على ديننا أولًا، ثم على قيمنا وأصالتنا؟
لقد تربّينا نحن على البساطة والاحترام وصلة الرحم، وتعلمنا أن الدين هو البوصلة التي ترشد خطواتنا. لم يكن العالم مفتوحًا كما هو اليوم، لكننا كبرنا ونحن نعرف أن الكرامة لا تُشترى، وأن المبادئ لا تُباع.
أما أبناؤنا اليوم، فيعيشون وسط عالم مختلف تمامًا، عالم يدخلونه بضغطة زر، يرون فيه النافع والضار، الجميل والقبيح. وهنا نتذكر قول الفاروق عمر رضي الله عنه: «ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم». فالتربية لم تعد مجرد أوامر ونواهي، بل أصبحت حوارًا صادقًا، مشاركة، ومرافقة في الطريق.
أن نربي أبناءنا في هذا الزمن يعني أن نمنحهم الدين ليحفظ قلوبهم، والقيم لتجعل أرواحهم ثابتة مهما تغيّر العالم. نعلمهم أن الأصالة قوة وليست قيدًا، وأن الانفتاح لا يعني الذوبان، وأن الاعتزاز بالهوية لا يمنع من التعلم والأخذ بما هو نافع من علوم وحضارات الآخرين.
التربية اليوم هي أن نكون نحن القدوة قبل أن نكون الموجّهين، أن نفتح لهم قلوبنا قبل أن نفتح أعينهم على الدنيا. فإذا استطعنا أن نزرع فيهم وعيًا يميزون به بين ما ينفعهم وما يضرهم، ويعيشون زمانهم دون أن ينسوا دينهم وقيمهم، عندها نكون قد أدينا الأمانة بحق، وربّينا جيلًا يعيش عصره، لكنه لا ينسى جذوره.