المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 24 أكتوبر 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

الاحترام والتغافل وترك المقارنات… ثلاثية تصنع علاقات طويلة الأمد



تُبنى العلاقات الإنسانية على مجموعة من القيم والمبادئ التي تُحافظ على استقرارها وتضمن استمرارها وفي مقدمة هذه القيم يأتي الاحترام والتغافل وعدم الوقوع في فخ المقارنة.
فمع تسارع الحياة وتزايد الضغوط بات الحفاظ على علاقات صحية وممتدة تحديًا يواجه الكثيرين مما يجعل الحديث عن هذه القيم ضرورة وليست رفاهية.

أولًا: الاحترام… أساس التعامل الراقي
يُعد الاحترام حجر الزاوية في أي علاقة ناجحة؛ فهو لغة يفهمها الجميع دون ترجمة.
عندما يمنح الإنسان الآخر احترامًا حقيقيًا فإنه يبعث له برسالة مضمونها القبول والتقدير بغض النظر عن الاختلافات في الفكر أو الأسلوب.
العلاقات التي يغيب عنها الاحترام تتحول تدريجيًا إلى ساحة صراع خفي مهما بدا ظاهرها هادئًا.
أما حين يتجذر الاحترام فإنه يصنع بيئة آمنة تُعبِّر فيها النفوس عن ذاتها دون خوف.

ثانيًا: التغافل… فن إدارة الخلافات
ليس المقصود بالتغافل التجاهل الكامل أو التساهل مع الأخطاء المتعمدة؛ بل هو ذكاء اجتماعي يقوم على غض النظر عن الهفوات الصغيرة التي لا تستحق تضخيمًا ولا مواجهة.
كثير من العلاقات تُهدم بسبب التركيز على التفاصيل الدقيقة والبحث عن الزلات.
التغافل يمنح الطرفين مساحة للتسامح ويجعل المشاعر الإيجابية تتغلب على اللحظات العابرة من سوء الفهم.
وقديمًا قيل: ما استقام ميزان المودة إلا بالتغافل.

ثالثًا: ترك المقارنات… بوابة الرضا والاستقرار
المقارنات ظاهرة خطيرة تسرق جمال العلاقات وتخلق شعورًا غير معلن بالنقص أو عدم الكفاية.
حين يُقارن شخصٌ شريكه أو صديقه أو زميله بغيره فإنه يجرح قلبه دون أن يشعر.
كل إنسان له ظروفه وطباعه وخصاله والعدل في العلاقات أن يُقدَّر الشخص بخصائصه الفريدة. المقارنة المستمرة تهدم الثقة وتزرع الاستياء بينما قبول الآخر كما هو يطلق العنان للطمأنينة والاطمئنان.

ختاماً:
العلاقات الناجحة لا تُبنى على الكمال؛ بل على المرونة والاعتدال والتعامل الراقي.
حين نُقدِّر الآخرين ونُحسن الظن بهم ونتغافل عن زلاتهم، ونتجنب مقارنتهم بغيرهم نجني ثمار المحبة وندخل في سلام داخلي ينعكس إيجابيًا على المجتمع بأسره.
فالقيم الأخلاقية ليست خيارًا بل ضرورة لبناء علاقات إنسانية متماسكة وعمرها طويل.
في زمن تتغير فيه العلاقات بسرعة تبقى هذه الثلاثية نموذجًا عمليًا لصناعة روابط قوية تحفظ للقلوب مكانتها وللأرواح سكينتها.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  992