رجال الحسبة وألأقلام المسمومة

إعترف أنني مللت الحديث عن تجاوزات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا أشك أن كثيرا غيري قد مل هذا الحديث، وربما الهيئة نفسها كذلك بعد أن وجد المسؤولون عن تصرفات بعض أعضائها أنهم بحاجة إلى صيغة دائمة لاعتذارات عما يصدر عن بعض أعضائها من تصرفات. تلك عبارة* اراد بها الكاتب أن يدس السم في العسل . وقد أظهر* أنه يعاني من ارتكاريا* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يتعارض مع بعض الملل المائية المتموجة كيفما* يحركها للأسف موج الإملاءات البائسة ؟!

وفي مقاله يظهر احترامه* ولا يستطيع الطعن فيهم بصراحة إلا أنه يفعل ذلك بأساليب ملتوية كعادته وغيره ممن هم على شاكلته.

إني آري رؤوسا عفنه وقد حان قطافها* رؤوسا ظهرت بعد طول غياب لم يطول* أراح انوفنا من روائحها العفنة؟! ويجب أن تقف أقلامهم* خصوصا في هذا الوقت الذي يواجه فيه وطننا من ازمات يراد منها النيل من وحدته ودينه وتماسكه شعباً وحكومة .

ومن هنا لا يمكن لأي أمة أن تتقدم أو تصبح قوية متماسكة وهناك من يطعنها من الداخل ممن ينتمون وينتسبون لها ،، ولايمكن لأي فكر أن يقوم أو يؤثر على حياة الناس وهذا الفكر قائماً أساساً على تفكيك هذه الأمة والطعن فيها والسخرية من تاريخها وارثها وماضيها وحاضرها .

*حينما اطلع وأتتبع لما يكتبه وينادي به أقلام المعول الهدام* أرى أنني أمام فكر لا يريد إلا تحطيم هذه الأمة والنيل من رموزها الدينية؟! .

أقلام خرفه* وعقول* جافه* وجماجم هالكه** أكل الزمن عليها وشرب* وشابت رؤوسهم* وهم لازالوا يحلمون كحلم إبليس بالجنة ؟!

عجزت أقلامهم الخرفة* طوال تلك السنين* العجاف واشتعلت رؤوسهم شيباُ وهم لا زالوا يحملون تلك الاقلام التي تفوح منها احبار العفن والسم الزعاف* التي سممت عقول تابعيهم ضد* رجال الحسبة* ورموز الدين والذين لهم بالمرصاد في الأماكن التي جندوا انفسهم بحراستها* ينبع منها الفساد والعهر وهدفها النيل من إسلامنا والتشكيك فيه وهدمه .

ربما لا يعرف ذالك او هاك* أن مجتمعنا جبل* صامد ستعجز معاولهم دونه* حتى* يٌحملوا على النعوشٍ التي تحمل معهم أعمالهم للقاء ربهم ولم يغادر صغيرة أو كبيرة الا وقد أحصاها وسترحل معهم في تلك القبور حيث لا خصيم سوى الله ولن يجدوا* مفراُ ولا مخرجاُ .

إني أتعجب من هؤلاء " الكهلان" المتهالكة أفكارهم واصبحت أقلامهم تنزف دما بُعيد جهاد أهلك شبابهما* حينما واجها الفشل* في مهماتهم التي جعلت منهم مسخاُ لعقود . !

نعم*واجهت رفضا* صلفا عجزت أقلامهم وأفكارهم* في النيل من وحدة الوطن بإيمان شعبه وتمسكه بدينه* وعقيدته وسنته المحمدية ألأبدية . فصمتوا صمت الحية التى أفاقت وقد تقدم بها العمر ولم تعد تقوى على الحراك لتصطاد فريستها وهي في جحرها موقنةً أن الموت يحيط بها في أي لحظة عجزها عن حماية نفسها أو الموت جوعاً.

*من هنا ياساده ليعلم الجميع أننا مجتمع مع كل محنة نسيج متماسك ولُحمة عصيّة على الاختراق . تتكسر الاقلام المسمومة على صفحاته البيضاء النقية .

نعم نحن حالة من الانصهار والالتئام بين أفراد هذا الوطن مع كل محنة تأتي لتؤكد متانة نسيجه وتأبّيه على كل محاولة لفتقه أو اختراقه فبكل المقاييس حيث جاءت ردة الفعل التى جعلت من الكهلين* أضحوكة الزمن الذي ألــف فشلهم* وكشر عن أنيابه لهم منذرا لهم بتجاعيده على وجوههم البائسة المتهالكة .

إني أناشد من خلال هذا المنبر أن تقف تلك الاقلام المسمومة والتي تجاهلت دور جهاز الهيئة وما تقدمه من أعمال جليلة* للوطن ومجتمعه .

ولا ريب فإن الخطأ قد يُرد عليه، ولكن المشكلة الحقيقية هي في تضخيم الأخطاء واستغلالها لتمرير أهداف أخرى، وينبغي أن نفرق بين انتقاد بعض تصرفات العاملين، وبين انتقاد الشعيرة ذاتها ونحترم قوانينها .

وعلينا كأولياء أمور أن نعلم أبناءنا رسالة المواطنة التي يجب أن تكون بأننا جميعا مواطنون سعوديون يهمنا وحدة الوطن والعيش فيه بسلام وأمن* مع التمسك بديننا الذي هو معاشنا وملاذنا في الدنيا والأخرة ومطالبتهم بالإعراض عن من يسعى لهدمه وخصوصا** من المنتسبين اليه والجاهلين به كحال المعتوهين المتشدقين أصحاب ألأقلام المسمومة المتعثرة .

إن ما جرى في الآونة الأخيرة من حملة مشبوهة ضد الهيئات ورجال الدين* والتي تولى كٍيرها بعض الكُتاب والصحفيين يضع المسؤولين والقائمين على الهيئات بل ويضعنا كمجتمع جميعاً أمام مسؤوليتنا للمزيد من التطوير والإصلاح للهيئات، وإبراز الجهود المباركة لها.

*همســة :

وفق الله رجال الحسبة* نحن معهم بكل ما نملك وعليهم تطوير اعمالهم إلى الأفضل والتحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والحكمة, كما يجب أن يكون هدفهم الإصلاح والستر على اخوانهم المسلمين الواقعين في المنكر* وليكن الهدف الرئيسي دفع المنكر قبل وقوعه. *