المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 22 أكتوبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

أعطني فرصة

أعطني فرصة
لا لأبرر الخطأ، بل لأُثبت أنني تعلّمت منه.
أعطني فرصة لأعيد ترتيب ملامح نفسي، وأصلح ما شوهته لحظة غفلةٍ أو كلمةٍ عابرةٍ جُرحت بها الأرواح دون قصد.

فأنا بشرٌ، يخطئ حين يظن أنه على صواب، ويغضب حين يخنقه الصمت، ويُقصر حين يثقل عليه العتب.
لكن ما أجمل أن نجد من يُدرك أن الزلة لا تُلغي الوفاء، وأن الخطأ لا يمحو الودّ إذا صدق الإعتذار

الرحمة التي تُعيدنا إلى إنسانيتنا
قال الله تعالى:
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله» [الزمر: 53].
فإذا كانت رحمة الله تتسع لعباده المذنبين، أفلا يتسع قلب الإنسان لأخيه الذي أرهقه الندم؟

وقال رسولنا الكريم ﷺ:
خير الخطّائين التوابون» [رواه الترمذي].

فما أعظم أن يكون الخطأ جسرًا إلى التوبة،
لا طريقًا إلى القطيعة.

نداء من القلب
أعطني فرصة
لأبرهن أني لست كما كنت، وأن التجربة غيّرتني كما يغيّر المطر وجه الأرض العطشى.
أعطني فرصة...
لأقول ما لم يُقل، ولأمسح بصدقٍ ما أحدثته الغفلة من وجعٍ فيك.

كم من العلاقات خسرت بريقها لأن أحدهم لم يُمنح فرصة،
وكم من النفوس أزهرت حين فُتحت لها نافذة الغفران.

العفو لا يعني التنازل، بل يعني أن قلبك أكبر من لحظة ألم.
والتغافل لا يعني الضعف، بل يعني أن عقلك أسمى من ردّ الفعل.

قال أحد الحكماء
من سامح فقد امتلك زمام قلبه، ومن أصرّ فقد خسر سلامه.”

وليس أجمل من أن نغفر لنرتاح، لا لنُكافئ،
أن نمدّ أيدينا لا لنُعيد الماضي، بل لنفتح صفحةً جديدة في كتاب الحياة.

ختام القول
أعطني فرصة
فربّ كلمةٍ طيبة تُعيد ما هدمته قسوة اللحظة
وربّ عفوٍ صادقٍ يُنبت في القلوب سلامًا لا يُقدّر بثمن «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» [آل عمران: 134]

فالحياة يا صديقي قصيرة فلا تُغلق بابًا ربما كان خلفه إنسانٌ تغيّر بصدق
 0  0  3.5K