غيبوبة الطريق بين الطائف وجدة
خرجت من محافظة الطائف إلى جدة في تلك الليلة المخيفة وظننت أن تكون مجرد عبور قصير كالعادة.؟!
لكن للأسف تغير الحال وخابت التوقعات حينها فقد كان جسدي مثقل بالوهن جراء تعرضي لهجوم جيش الانفلونزا المدجج بالحالات المتلونة كما تعلمون.
والتي حولت رحلتي خلف المقود وحيدا الى الشعور بالوحشة المخيفة تمثلت امام عيني تلك الوحدة المخيفة التي قد يتعرض لها الانسان في زمن قد يتخلى عنك الجميع وتُصبح وحيدا في صحراء مليئة بالوحوش من حولك تتكالب عليك من كل جهة!
لكن برغم حالة الاعياء تلك قررت أن أتحدى كل التوقعات وحولتها إلى مغامرة لن أنساها أبدًا..
تخيل أخي القارىء أن تكون في سيارة تتنفس الهواء الساخن وتستنشق أنفاسًا منقوعه في عرق الترقب أملا في الوصول المبكر في حين أن جسدك يوشك على أن يتحول إلى بركة صغيرة من العرق المذاب.
بسرعة السلحفاة التي لم تتجاوز الأربعين او الخمسين كيلو مترات في الساعة انقضت أكثر من أربع ساعات ونصف مصارعاً خلالها غيبوبة السخونة أملا في الوصول الى حضن منزلي! حيث كل شيء حولي يتحول إلى سراب اقاوم النوم الجبري الذي يطاردني أثناء طريقي.
كنت لا أعرف إن كنتُ في رحلة أو في سباق مع نفسي كل ما أعرفه أن نعاس الغيبوبة هو العدو وارتفاع الحرارة المتقلب مع التضامن الضاحك بالعطا س المستمر والسعال العنيد ونوبات الصداع المتقلبة! وقد أصبحت جزءًا من المشهد المزعج كأنهما شريكان في تلك المعركة المحتدمة بيني وبين حالة الجحيم تلك.
في الواقع والحقيقة تلك المعركة لمصارعة الخمول والاستسلام كانت الأحاسيس والخيالات تتبدل من فائق وفاقدا للوعي والعرق يتسلل كالخائن يكسوا جسدي وبالمقابل داخلي يصرخ "أنا في جهنم" وأتخيل ان الخارج يقهقه ويحكم على أهوال تلك الرحلة المرعبة.! التي ينقذني منها بعض الاتصالات الواردة والتي تعيد لي التوازن وتعيد لي الصحوة لبرهة بالاستمرار وكأنها كبسولات تعيد لي توازني لأستمر في الرحلة المضنية.!
وصلت في النهاية إلى جدة لكني شعرت أنني لم أصل بل استيقظت من غيبوبة الوحشة والسخونة التي كانت كالعدو اللدود يتصارع مع مقاومتي في كل ثانية.
نصيحتي لكم يا أصدقائي واحبابي لا تتركوا حرارة السخونة تسيطر عليكم فهي ليست مجرد لعبة! بل معركة حقيقية كادت ان تنهي حياتي التي حفضها الله بقدرته سبحانه.
فإذا شعرتم بأنكم على وشك الانفجار لا تنتظروا أمل الوصول بل توقفوا واعيدوا النظر في تجنب السفر بدون مرافق ليعين في تجنب مخاطرة المٌضي في الطرق السريعة والسفر مع صديق او قريب أمان من مخاطر الطريق ومفاجأته نسأل الله لي ولكم السلامة.
وكما قال المثل الرفيق قبل الطريق