المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 20 أكتوبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

اغسل لسانك!

برزت فئة من الناس تتباهى بحدة اللسان وتعتبر قلة الأدب نوعًا من الجرأة والتميّز ناسين أن اللسان وإن كان صغيرًا في حجمه إلا أنه كبيرٌ في أثره فقد يُرفع به صاحبه إلى الجنة أو يُهوي به في النار

قال رسول الله ﷺ:

وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم
إلا حصائدُ ألسنتهم؟"

كم من كلمةٍ كانت سببًا في قطيعة رحم
أو فتنةٍ بين الإخوة أو جرحٍ لا يندمل في قلبٍ بريء الكلمة إذا خرجت لا تعود وإن عادت فبرائحةٍ مؤذية لا تُمحى من الذاكرة
الأدب لا يُقاس بطول اللسان

ليس من الفصاحة أن تجرح ولا من الذكاء أن تُهين ولا من الرجولة أن ترفع صوتك على الآخرين
الفصاحة الحقيقية أن تكون كريم العبارة رفيع الأسلوب نقيّ القلب
فالكلمة الطيبة تُورِق في القلوب كزهرة بينما الكلمة السيئة تترك شوكًا لا يُنتزع

قال الإمام الشافعي رحمه الله
لسانك لا تذكر به عورةَ امرئٍ
فكلك عوراتٌ وللناسِ ألسنُ

فاللسان مرآة الأخلاق من تأدّب بلسانه ربح احترام الناس ومن أطلقه في أعراضهم خسر هيبته ومروءته ولو جمع الدنيا كلها حوله

الصمت عبادةٌ حين يعلو صوت الجهل

في كثيرٍ من المواقف يكون الصمت أبلغ من الكلام والحِلم أعظم من الردّ
فما أجمل أن تُحسن الظن وأن تزن كلماتك
قبل أن تخرج
فالكلمة إن لم تكن نافعة فهي عبء وإن لم تُصلح فهي تفسد وإن لم ترفع فهي تَحطّ

قال الحكيم
من صمت نجا ومن أكثر الكلام أخطأ
ومن أخطأ أضاع وقاره.

ختامًا
أدِّب لسانك كما تُؤدِّب سلوكك فهو رسول قلبك إلى الناس
ولا تنسَ أن كل لفظٍ يخرج منك مسجّل عليك فاختر من القول ما يُرضي الله ويرفع قدرك بين عباده
فما أجمل أن يكون لسانك رطبًا بالخير نقيًّا من القبح ناصعًا بالأدب في زمنٍ كثرت فيه الألسنة القذرة وقلّت فيه الكلمة الطيبة فليكن شعارك الدائم:
إذا لم تجد للكلمة نفعًا فالصمت عند الله عبادة وعند الناس مروءة
 0  0  3.4K