المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 19 أكتوبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

أنا هُذلي لقبيلتي تاريخ

نحن هُذيل لا نهمز لأن الهمز عندنا لُكنة
ولأن الفصاحة فينا سجيّة لا تكلّف

في جبين الجزيرة العربية حيث تتلألأ القبائل في سجل المجد، تظل هُذيل سطرًا خالدًا في كتاب العروبة، وصوتًا يتردّد عبر القرون بالفخر والبيان.
قبيلةٌ سكنت سفوح مكة والطائف، وغرست جذورها في وديان التاريخ، فأنبتت رجالًا حملوا السيف والقصيد، ورفعوا لواء الكلمة والكرامة في كل زمان.

هُذيل الفصاحة التي
لا تُصطنع
قال أهل اللغة: “أفصح العرب هُذيل، ولغتهم من أنقى اللهجات وأقومها لسانًا.”
ومن ديارهم خرج الشعر العربي الأصيل، يتهادى على ألسنة فحولٍ لا يُجارون في البيان.
فمن أبي ذؤيب الهُذلي صاحب المراثي الخالدة، إلى خُفاف بن نُدبة فارس الميدان، إلى من ورثوا الشعر والبلاغة حتى يومنا هذا، ظلّ لسان هُذيل عنوان فصاحة، ومرجع نقاءٍ لغويٍّ عزّ نظيره.
قال أحدهم:
نحن هُذيل لا نهمز، لأن الهمز عندنا لُكنة، والبيان فينا خِلقةٌ لا تكلّف.

درع الحجاز وعسكر البارود
لم تكن هُذيل قبيلةَ شعرٍ فحسب، بل كانت درع الحجاز وعسكر البارود، تحرس الدروب، وتذود عن الحرم، وتغرس في أبنائها معاني الشجاعة والمروءة.
في جبال كرا ووديان ليّه ونُعمان وضِيم ومرّ الظهران، كانت الخيول تصهل بأسماء أبطالها، وكانت البنادق تُحدّث عن مواقفهم حين كانت الرجولة ميدانًا لا شعارًا.
أهل الوفاء هم، وأهل السيف والقلم معًا، جمعوا بين رهافة الشعر وصلابة الموقف.

من الجاهلية إلى الإسلام. ومن المجد إلى المجد

قبل الإسلام، عُرفت هُذيل بالحكمة والكرم والنجدة، فكانت من القبائل التي نزل فيها الوحي وأُنزل بلسانها القرآن.
وفي الإسلام، كان من أبنائها الصحابة والقرّاء والقضاة والمجاهدون، ومن نسلها تواصل العلم والإبداع
حتى يومنا هذا
قبيلة هُذيل لم تكن يومًا على هامش التاريخ بل كانت في صميمه؛ تشارك في صنع القرار بالكلمة، وتبني الحضارة بالخلق والوعي

لسان هُذيل وعد البيان
نحن هُذيل، لا نغلو في القول ولا نُبدّل اللسان فالكلمة عندنا عهد
والقصيدة رسالة
فإذا تحدّث الهُذلي أصغت القلوب وإذا أنشد
سكنت المجالس
تاريخنا ليس أوراقًا في كتاب بل سيرةٌ في الصدور وصدى في الأودية، وكرامة في الوجدان
 0  0  2.6K