المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 19 أكتوبر 2025
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني
د. عتيق الزهراني

بين الواقع والمأمول


في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعدد فيه مظاهر الثراء والوجاهة يبرز سؤال يستحق الوقوف عنده بتأملٍ عميق:
من يحدد قيمة الإنسان في مجتمعه؟
هل هي الثروة التي يملكها؟ أم المنصب الذي يشغله؟ أم النسب الذي ينتسب إليه؟ أم القيم والمبادئ التي يتحلى بها؟

الحقيقة التي لا يختلف عليها العقلاء أن القيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بما في يده بل بما في نفسه من أخلاقٍ ومروءةٍ وصدقٍ وإخلاص.
فكم من إنسانٍ بسيطٍ رفعته أخلاقه حتى نال محبة الناس وتقديرهم وكم من صاحب مالٍ وجاهٍ أسقطه غروره وتعاليه.
إن المال والمنصب زائلان والنسب لا يُغني عن صاحبه شيئًا إذا فقد قيمه أما الخُلق الكريم والسلوك الراقي فهما رأس المال الباقي الذي يخلّد الذكر الحسن بعد الرحيل.

والمجتمعات لا تزدهر إلا حين تكون القيم هي المعيار الأول للتقدير لا الثروة أو الجاه.
فبقدر ما يسود العدل والتواضع والاحترام بين الناس بقدر ما تعلو إنسانيتهم وتزدهر أوطانهم.
ولذلك من الواجب أن نغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا أن القيمة الحقيقية تُبنى على الإخلاص في العمل والأمانة في القول وحسن التعامل مع الآخرين.

ختامًا:
تذكّر أن قيمتك ليست فيما تملك بل فيما تمنح.
فاجعل من أخلاقك أثرًا طيبًا ومن مبادئك نورًا يُضيء طريقك وطريق من حولك.
فالأثر الباقي هو ما يخلّده الناس لك بعد غيابك لا ما كنت تملكه أو تتباهى به.
بواسطة : د. عتيق الزهراني
 0  0  2.4K