غبي لازم أصدق!
ذكاءٌ مزعوم وسذاجةٌ مصدّقة حين يتحول العصف الذهني إلى عبثٍ بالعقول
في زمنٍ تتشابك فيه المفاهيم، ويتداخل فيه الذكاء مع الدهاء والعفوية مع السطحية يظهر بيننا من يظن نفسه أذكى الحاضرين فيمارس
ما يسميه “عصفًا ذهنيًا” مع أصدقائه بينما هو في الحقيقة يمارس نوعًا من “العبث الفكري” الموجّه للعقول البسيطة، مستغلًّا طيبة بعضهم وسذاجة آخرين من ذوي الثقافة العامة المحدودة.
يتحدث بثقةٍ زائفة، يطرح الأسئلة الملتوية، ويختبر ردود من حوله، وكأنه يخوض تجربةً علمية على بشرٍ لا يعقلون. وما أن يصدقه أحدهم حتى ينتشي فخرًا، ظانًا أنه حقق نصرًا فكريًا، دون أن يدرك أنه أول من خُدع بوهم تفوقه، وأول من صدّق كذبة ذكائه.
الذكاء لا يعني التذاكي
العصف الذهني الحقيقي مساحةٌ لتلاقح الأفكار، لا ساحةٌ لاستعراض الذكاء الزائف.
هو وسيلة للابتكار، لا للتلاعب بالعقول.
لكن بعضهم جعل منه أداة لإظهار التفوق الوهمي، يُلقي العبارات المبهمة، ويتفنن في الغموض، ظانًا أن التعقيد دليل عمق، وما درى أن البلاغة الحقيقية تكمن في الوضوح والصدق.
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قيمة كل امرئٍ ما يُحسن.”
فمن لم يُحسن إلا الجدل العقيم والتذاكي على الناس، فقد أضاع قيمته في أول كلمة.
حين تُستغل الطيبة باسم الفكر
ليس من الضعف أن تكون طيبًا، ولكن الطيبة لا تعني أن تكون ساذجًا.
بعض الطيبين يصدقون كل ما يُقال، ظنًا أن المتحدث واسع الثقافة، بينما هو في الواقع يخلط المفاهيم ليُظهر نفسه بمظهر المفكر المتعمق.
قال تعالى:
{ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير}.
فما بالك بمن يجادل في أمور الحياة وهو لا يملك من أدواتها إلا فتات معرفة ونصف فهم؟
الخلاصة
الذكاء لا يُقاس بقدرتك على خداع الآخرين، بل بقدرتك على إقناعهم بالحكمة والمنطق.
ولا يُقاس العلم بكثرة الكلام، بل بصدق المعنى وجمال الفكرة.
فمن أراد أن يثبت ذكاءه فليُظهره بالصدق، لا بالسخرية من العقول التي تحاوره.
فالعقلاء لا تنطلي عليهم الأقنعة، ولا يصدقون كل “غبي” يظن أن عليه أن يُصدّقوه فقط لأنه يتحدث بثقة!
ولعل أصدق ما يُقال في ختام هذا المقال:
إن أسوأ أنواع الذكاء، أن يظن صاحبه أن الآخرين أغبياء
في زمنٍ تتشابك فيه المفاهيم، ويتداخل فيه الذكاء مع الدهاء والعفوية مع السطحية يظهر بيننا من يظن نفسه أذكى الحاضرين فيمارس
ما يسميه “عصفًا ذهنيًا” مع أصدقائه بينما هو في الحقيقة يمارس نوعًا من “العبث الفكري” الموجّه للعقول البسيطة، مستغلًّا طيبة بعضهم وسذاجة آخرين من ذوي الثقافة العامة المحدودة.
يتحدث بثقةٍ زائفة، يطرح الأسئلة الملتوية، ويختبر ردود من حوله، وكأنه يخوض تجربةً علمية على بشرٍ لا يعقلون. وما أن يصدقه أحدهم حتى ينتشي فخرًا، ظانًا أنه حقق نصرًا فكريًا، دون أن يدرك أنه أول من خُدع بوهم تفوقه، وأول من صدّق كذبة ذكائه.
الذكاء لا يعني التذاكي
العصف الذهني الحقيقي مساحةٌ لتلاقح الأفكار، لا ساحةٌ لاستعراض الذكاء الزائف.
هو وسيلة للابتكار، لا للتلاعب بالعقول.
لكن بعضهم جعل منه أداة لإظهار التفوق الوهمي، يُلقي العبارات المبهمة، ويتفنن في الغموض، ظانًا أن التعقيد دليل عمق، وما درى أن البلاغة الحقيقية تكمن في الوضوح والصدق.
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قيمة كل امرئٍ ما يُحسن.”
فمن لم يُحسن إلا الجدل العقيم والتذاكي على الناس، فقد أضاع قيمته في أول كلمة.
حين تُستغل الطيبة باسم الفكر
ليس من الضعف أن تكون طيبًا، ولكن الطيبة لا تعني أن تكون ساذجًا.
بعض الطيبين يصدقون كل ما يُقال، ظنًا أن المتحدث واسع الثقافة، بينما هو في الواقع يخلط المفاهيم ليُظهر نفسه بمظهر المفكر المتعمق.
قال تعالى:
{ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير}.
فما بالك بمن يجادل في أمور الحياة وهو لا يملك من أدواتها إلا فتات معرفة ونصف فهم؟
الخلاصة
الذكاء لا يُقاس بقدرتك على خداع الآخرين، بل بقدرتك على إقناعهم بالحكمة والمنطق.
ولا يُقاس العلم بكثرة الكلام، بل بصدق المعنى وجمال الفكرة.
فمن أراد أن يثبت ذكاءه فليُظهره بالصدق، لا بالسخرية من العقول التي تحاوره.
فالعقلاء لا تنطلي عليهم الأقنعة، ولا يصدقون كل “غبي” يظن أن عليه أن يُصدّقوه فقط لأنه يتحدث بثقة!
ولعل أصدق ما يُقال في ختام هذا المقال:
إن أسوأ أنواع الذكاء، أن يظن صاحبه أن الآخرين أغبياء