عالم تسوده الهرطقة*
مضاوي بنت دهام بن سعود القويضي
كلنا نهوى العيش بسلام مع كل شعوب الأرض هذا كلام إنشائي جميل نظريا ولكن تطبيقه على أرض الواقع أمر صعب المنال بل مستحيل!
فطريقة تفكيرنا مختلفة تعاطينا مع مبادئنا وعقائدنا مختلفة نظرتنا للآخر بعين الريبة المشوبة بالوجل وحتى النفور* والكراهية* فكيف بحق الله نسالم اليهود الذي استعمروا الارض المقدسة في فلسطين* وكيف نصل إلى كلمة سواء مع أتباع اليهودي عبدالله بن سبأ من الشيعة الذين يزعمون محبة* آل البيت الأطهار وهم يسبون عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أم المؤمنين يقدحون في عرضها الطاهر فيسبونها هي و خليل رسول الله أبي بكر وعمربن الخطاب وتفاسيرهم تنوء بالجهل الذي لايليق بمسمى الإيمان فيؤلون قوله تعالى{ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا..}بغباء مفسريهم المتأصل وحقدهم الدفين على رموز أهل السنة والجماعة الذي دفعهم إلى التجني والتقول على الله تعالى بغير هدى ولا كتاب منير أن الظلوم عمر والجهول ابا بكر وفي معنى الأمانة* أنها الولاية لعلي ابن* أبي طالب رضي الله* كماورد في تفاسيرهم على* النحو التالي :
و في بصائر الدرجات/ 96، ح 3 : أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن سعيد، عن مفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها قال: الولاية. فأبين أن يحملنها كفرا بها و عنادا ، و حملها الإنسان. و الإنسان الّذي حملها، أبو فلان.]
و في تأويل الآيات الباهرة، مخطوط، ص 168: روى محمّد بن العبّاس- رحمه اللَّه- عن الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين ، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً لنفسه جَهُولًا قال: يعني بها: ولاية عليّ بن أبي طالب.] فأي سخف هذا؟!* فلا مجال لكلمة سواء بيننا إلا أن يقبل عقلاؤهم النقاش الهادئ ويرضى المعتدلون منهم السكوت عن السباب والشتائم التي لاطائل منها سوى تعميق الفجوة بيننا وإذكاء نار الفتنة فلا سبيل إذا أبوا سوى حرب مقدسة كعاصفة الحزم للحفاظ سلامة الأرض والإنسان من دنس أذناب إيران* التعايش السلمي يكون في احترام كرامة الإنسان مصداقا لقول الله تعالى { ولقد كرمنا بني آدم}} في غير نيل من عقيدتنا وثوابتنا والذي دعاني لكتابة هذا المقال إنتكاسة بعض علماء مصر فمنهم من تشيع ومنهم من تنصر ولا أقول في هذا المصاب الجلل إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .