رحل الزهراني.. آحد فرسان الصحافة الورقية ولم يقل لنا وداعاً
بوفاته صباح اليوم رحل الزميل سعيد الزهراني آخر رجالات الصحف الورقية وفارس المهنة الصادق الصدوق وقلم الحقيقة الذي لم يهادن يوماً في سبيل الكلمة.
رحل من كان يرى في الصحافة رسالة لا تجارة وفي الخبر مسؤولية لا سباقاً للسبق وفي الكلمة أمانة لا ترويجاً.
رحل الزهراني وقد فاضت روحه الطاهرة وهو ما يزال على العهد يدلو بدلوه في منصته بـ ( تيك توك) موجهاً وناصحاً مخلصاً لدينه ووطنه ومهنته لا يخشى في الحق لومة لائم.
هو الذي لم تُغره الشهرة ولم يبحث عنها وهو الذي لم تُثنه الرياح عن المبدأ ظل وفياً للمهنية حتى آخر لحظة في حياته
يجيد النقد البناء ويدعو للإصلاح ويذكر بقيم الصحافة الأصيلة.
عرفناه زميلاً ورفيق دربٍ جلنا معه أروقة الدوائر الحكومية في الطائف بحثاً عن الحقيقة وخدمةً للوطن في زمن كانت فيه الصحافة ميداناً للشرفاء ونافذة للوعي قبل أن تطغى تلك السوشياليات بمبالغاتها وزيفها وتُلوّن الحقيقة بما تشتهي.
رحل الزهراني وترك خلفه فراغاً لا يُملأ وصوتاً لا يُنسى وإرثاً من المهنية والاحترام.
رحل وترك لنا دروساً في الرجولة الحقيقة والصدق والالتزام وحب الوطن وطوع مهنيته لخدمة الجميع بلا مقابل .
فسلامٌ عليه يوم كتب ويوم صدق ويوم يُبعث حياً.
أن الصحافة الحقّة لا تموت ما دام فيها أمثاله.