المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 أكتوبر 2025
عواطف الحجايا ~ الاردن
عواطف الحجايا ~ الاردن

سعود الثبيتي : احترام عن بعد





رغم أنني لم ألتقِ بالكاتب
والصحفي السعودي سعود الثبيتي وجهًا لوجه، إلا أن معرفتي به من خلال كلماته ومواقفه تكاد توازي اللقاء المباشر في قوتها ووقعها. هناك أشخاص يتركون فينا أثرًا عميقًا دون أن تجمعنا بهم المجالس أو المناسبات، يكفي أن نتابع أعمالهم لنشعر بقيمة حضورهم وأصالة تجربتهم، وسعود الثبيتي واحد من هؤلاء.

من خلال متابعتي لكتاباته الصحفية، وجدت في أسلوبه مزيجًا نادرًا من المهنية والإنسانية. لا يكتب لمجرد الكتابة، بل يحمل قلمه مسؤولية الكلمة وحرارتها. يعالج القضايا بعين الصحفي المتمكن، لكنه لا يتجرد من حسه الإنساني، فتخرج مقالاته صادقة، وملامسة للواقع، دون ادعاء أو تضخيم.

ما يلفتني في تجربتي في العمل مع الأستاذ الكاتب الصحفي سعود الثبيتي في مؤسسة غرب الإخبارية هو عمق خبرته واتزانه المهني. في زمن قد تطغى فيه السرعة على الدقة، أو الصخب على الموضوعية، يبقى هو مثالًا للصحفي والكاتب الواعي، الذي لا يساوم على مبدأ، ولا يتخلى عن احترامه للمتلقي. وهذا الاحترام لا يظهر فقط في محتوى ما يقدم بل أيضًا في الطريقة التي يتعامل بها مع قرّائه ومتابعيه، حيث تُشعِر كل من يتفاعل معه بأنه حاضر، ومهتم، ويمنح وقته للناس بمحبة وتقدير.

مع كل مقال يكتبه، يزداد إعجابي بشخصه قبل قلمه. لا أعرفه إلا من خلال كتاباته، وبعض المواقف في طبيعة العمل عن بعد لكنها كانت كافية لترسم صورة رجل يُحترم قبل أن يُشهر، ويُقدَّر قبل أن يُعرَف عن قرب.

قد نلتقي يومًا، وقد لا نفعل. لكن ما أنا واثق منه، أن سعود الثبيتي مع حفظ الألقاب من أولئك الذين يشعر الإنسان بالامتنان لمجرد وجودهم في المشهد الإعلامي والثقافي
ومن الذين لا يحتاجون إلى ضوءٍ مسلّط كي يضيئوا لأنهم هم الضوء
وبعد هذه التجربة التي أتيحت لي للتواصل عن بعد مع شخصية إعلامية تقود الصحيفة بكل هدوء وأتزان وبفكر لا يعرف إلا الرقي وبدفء التعامل الذي يسبق الحروف وهذا ما يجعلني رغم بعد المسافة أشعر أنني أعمل ضمن فريق متماسك يقوده شخص
من الذين يحسنون استخدام القلم ويجيدون فن الإصغاء والتقدير يؤمن بالرسالة لا بالشهرة صفات لا تأتي مصادفة بل ثمرة تجارب عميقة وسنوات عطاء بورك الجهد لأن العمل مع قامة مثله هو امتداد لمعنى الإحترام والتقدير .


**الدكتورة عواطف
اذاعية في الإعلام الأردني
 0  0  5.8K