المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 20 أكتوبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

الخرفنة سقوط الرجولة في زمن الشهوات

في زمنٍ كان يُنتظر من الرجال أن يكونوا قادةً للكرامة وحُماةً للقيم، برزت ظاهرة مهينة تُسمى اليوم بـ الخرفنة. ليست مجرد كلمة عابرة في لهجةٍ دارجة، بل وصمة عار تختزل سقوط بعض الرجال من مقعد القيادة إلى ذلّ الانقياد، ومن مقام العقل إلى حضيض الشهوة.

البُعد اللغوي
الخروف في أصل اللغة رمزٌ للضعف والاستسلام، ومن هنا جاء وصف الرجل "المتخرفن": ذاك الذي فقد زمام أمره، وصار يُقاد كما يُقاد القطيع. هو ليس عاشقًا ولا محبًا، بل تابع أعمى يبيع كرامته عند أول كلمة أو إشارة من امرأة تستغل ضعفه.

البُعد الاجتماعي
الخرفنة ليست شأنًا فرديًا يُستهان به، بل مرض اجتماعي يتفشّى في جسد الأمة. رجلٌ متخرفن يعني أسرة هشة، وأبناء ضائعون، وقيمٌ مهدورة. أي مستقبلٍ ننتظره من رجال لا يعرفون معنى الثبات، بل صاروا نماذج هزلية تضحك عليهم النساء قبل الرجال؟

البُعد الإنساني
من يظن أن الخرفنة "حب" فقد جهل المعنى الإنساني للشراكة. الرجل المتخرفن يُهين نفسه أولًا، ويُهين المرأة ثانيًا، حين يحولها إلى مستغِلّة بدل أن تكون شريكة كرامة وحياة. إنها علاقة قائمة على الاستغلال لا على الود، وعلى الاستعباد لا على الاحترام.

البُعد الأدبي والقيمي
الخرفنة مسخٌ للرجولة وطمسٌ للشهامة، وهي علامة سقوط لا تُغتفر. فما قيمة رجلٍ لا يزن مشاعره بعقله؟ وما معنى رجولةٍ تُباع في أسواق الوهم مقابل سرابٍ زائف
إن الرجولة الحقّة ليست في اللهاث خلف النساء، بل في القدرة على ضبط الشهوة، وحفظ الكرامة، وصناعة القدوة.

رسالة للمجتمع
آن الأوان أن نُسمي الأشياء بأسمائها. المتخرفن ليس عاشقًا، بل ضعيف. ليس فارسًا، بل تابع. ليس رجلًا، بل خروف في قطيع الشهوات.
والمجتمع الذي يرضى بخرفانٍ يلهثون، سيستيقظ يومًا على أجيالٍ بلا قدوة، وبيوتٍ بلا رجال، وأمةٍ بلا عزة.

الخاتمة
الخرفنة سقوط قبل أن تكون سلوكًا، وعار قبل أن تكون ظاهرة.
وإذا كان للأمم أن تنهض، فإن نهضتها تبدأ برجال يعرفون أن الرجولة وعيٌ ومسؤولية وقيادة.
أما الخرفان، فلن يصنعوا حضارة، ولن يربّوا أجيالًا، ولن يحصدوا إلا الذلّ والخذلان
 0  0  4.5K