المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 سبتمبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

ما كل غُرّاء شَحمة

التخبيب داءٌ خفي يفتك بالأسر

في زمنٍ يتزين بالكلمات المعسولة، وتُرصّع فيه الأقوال بمساحيق المجاملات، قد يظن السامع أن كل بريقٍ فضيلة، وأن كل غُرّاء شحمة. غير أن الحقيقة أعمق وأقسى؛ فما أكثر من تزيّن بوجه ناصع وقلبٍ غادر، وما أكثر من هدم بيتًا عامرًا بحروفٍ محسوبة وتلميحاتٍ ماكرة.

التخبيب.. خيانة مغلفة بالنصح

التخبيب ـ سواءً صدر من امرأةٍ تجاه رجل متزوج أو من رجلٍ تجاه امرأة متزوجة ـ ليس مجرد خطأ اجتماعي عابر، بل هو خيانة للعِشرة، وعدوان على ميثاقٍ غليظ، وجرح غائر في قلب الأسرة.
المخبب أو المخببة يتسلل بخبثٍ عبر كلماتٍ ظاهرها نصح، وباطنها تحريض، يثير الشكوك ويزرع الفتنة، حتى تتصدع جدران بيتٍ آمن، فينهار على رؤوس أهله بلا ذنب إلا أنهم وثقوا.

آثار التخبيب على المجتمع

تفكك الأسر: ضحاياه في الغالب زوجان وأبناءٌ أبرياء يدفعون الثمن من استقرارهم ونفسياتهم.

فقدان الثقة: يزرع الشك بين الأزواج، فيتحول الحب إلى ريبة، والمودة إلى صراع.

تشويه القيم: حين يجد الناس من يزين التخبيب بلباس الصداقة أو النصيحة، تضيع قدسية الزواج، وتُختزل العلاقات في نزوات عابرة.

التحذير النبوي

ما أعظم ما حذّر منه النبي ﷺ حين قال:
"ليس منا من خبّب امرأةً على زوجها"، وفي رواية: "من خبّب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا."
حديثٌ صريح يقطع بأن التخبيب ليس مجرد ذنب، بل جرمٌ يخرج صاحبه عن سمت المؤمنين.

مسؤولية مجتمعية

من واجبنا أن نعلّم أبناءنا وبناتنا أن الغيرة المحمودة لا تعني التسلط، وأن النصح الصادق لا يكون أبدًا على حساب هدم البيوت.
على الرجال والنساء أن يحذروا ممن يتقمص دور "الناصح الأمين" وهو في الحقيقة ذئب في ثياب حمل، يبيع دينه ودنياه لأجل لذةٍ عابرة أو نزوةٍ حقيرة.

كلمة أخيرة

ما كل غُرّاء شَحمة.
فليست كل نصيحة بريئة، ولا كل كلمة عاطفة، ولا كل مظهر يدل على جوهر
فلنحذر من
المخببين والمخببات
ولنجعل من بيوتنا حصونًا منيعة
تُصان فيها المودة والرحمة
ويُحفظ فيها الجيل من فتنةٍ عمياء
لا تُبقي ولا تذر
 0  0  2.3K