مساء حزين يا وطني
في يومٍ خُصِّص ليكون يوم الفرح، يوم يزهو فيه الوطن بأمجاده وإنجازاته، باغتنا القدر بخبرٍ أدمى القلوب وأوجع الأرواح… رحيل رجلٍ لم يكن مجرد عالم، بل كان أبًا وناصحًا وأمانًا لأمةٍ بأسرها. رحل مفتي الديار في يوم الوطن، فاختلطت دموع الحزن بزينة الفرح، وتحوّل البهاء إلى وجع يثقل الصدور.
كيف للفرح أن يجد مكانًا، وقلوبنا مثقلة بالفقد؟ كيف تُضاء الشوارع بالأخضر، فيما أفقُ الروح قد اكتسى بالسواد؟ لقد طرق الحزن باب كل بيت، وغرس الوجع في كل قلب، وكأن الوطن كلّه وقف لحظة صمت، حدادًا على من علّم وأرشد وترك بصمات لا تُمحى.
أيها الوطن… سامحنا إن غابت البهجة هذا العام، فجرحنا غائر، وفقدنا عظيم. مساءك حزين يا وطني، لكنك تبقى في القلب عزيزًا، ونبقى لك أوفياء، نستمد من هذه الخسارة عزيمةً لنكمل الطريق، ونحفظ إرث العلماء والمخلصين.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته. ولتبقَ يا وطني دارًا لا تعرف الانكسار، مهما عصفت بها الأحزان.