المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

المرأة صانعة الغيرة على الزوج في زمن التمكين

مقاربة ثقافية – طبية – نفسية

مدخل ثقافي
الغيرة شعور إنساني قديم ارتبط بالحب والانتماء، غير أنّه في زمننا المعاصر أخذ أبعادًا جديدة مع دخول المرأة مجالات العمل والتعليم والقيادة والظهور الإعلامي. لم تعد الغيرة مقتصرة على الرجل تجاه زوجته أو بناته، بل باتت المرأة بدورها تغار على زوجها نتيجة احتكاكه المستمر بالنساء في محيط العمل والأنشطة الاجتماعية. وهكذا تحوّل الشعور الطبيعي إلى ساحة اختبار لقوة العلاقة الزوجية
ووعي الطرفين.

البعد النفسي
من منظور علم النفس، الغيرة استجابة انفعالية دفاعية تُستثار عند الشعور بتهديد العلاقة أو الخوف من فقدان الاهتمام. النساء والرجال على حد سواء يختبرون هذا الإحساس، لكن طرق التعبير تختلف:

المرأة قد تلجأ إلى المراقبة، كثرة الأسئلة،
أو تضخيم المواقف البسيطة.

الرجل يُظهر الغيرة على شكل حماية أو رقابة زائدة أحيانًا تصل إلى تضييق حرية الطرف الآخر.

هذه السلوكيات إن لم تُفهم في سياقها النفسي تتحول إلى صراعات زوجية مرهقة، وتضعف الثقة التي هي أساس العلاقة.

البعد الطبي
طبياً، تُظهر الدراسات أن الغيرة ترتبط بمستويات التوتر وهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب واضطراب النوم وصداع مستمر. لذلك ينصح الأطباء النفسيون بضرورة التعامل مع الغيرة كحالة صحية عاطفية، تحتاج إلى وعي وضبط، لا إلى إنكار أو قمع.

بين تمكين المرأة وحماية الأسرة
مع تمكين المرأة في كل القطاعات، تبرز الحاجة لإعادة تعريف الغيرة لا كعائق، بل كإشارة إنذار تستدعي الحوار. الزوج الذي يثق بزوجته ويدعم نجاحها يقلّل من فرص الغيرة المدمرة. وفي المقابل، الزوجة الواعية تدرك أن غيرة الرجل على أهله ليست دائمًا سلبية، بل قد تكون فطرية تعبّر عن الحرص والأنفة.

خطوات للمعالجة
1. الحوار الصريح: مشاركة المشاعر دون اتهام أو تجريح.

2. التوازن بين العمل والبيت: تخصيص وقت للعائلة يطمئن الطرف الآخر.

3. تعزيز الثقة: عبر الأمانة، الشفافية، واحترام الخصوصية

4. طلب الاستشارة النفسية: عند تحول الغيرة إلى شك مرضي أو سلوك عدواني.

5. التربية الواعية: غرس قيم الثقة والاحترام المتبادل في الأبناء، حتى لا يرثوا غيرة مرضية.

خاتمة
الغيرة لن تختفي من العلاقات الإنسانية، فهي جزء من التكوين العاطفي. لكن وعي الزوجين وثقافة الحوار يحولانها من معول هدم إلى جرس تنبيه يذكّر بالحب والمسؤولية. وفي زمن التمكين، تزداد الحاجة إلى هذا الوعي، حتى تظل الأسرة السعودية والعربية متماسكة، متجددة، وقادرة على التكيف مع التحولات دون أن تفقد هويتها أو استقرارها
 0  0  1.9K