المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
أ.د. إبراهيم طلبة
أ.د. إبراهيم طلبة
أ.د. إبراهيم طلبة

| أستاذ الثقافة والفكر الإسلامي المعاصر

عندما تكتسي البلاد بالعز ... فهنا المملكة العربية السعودية


كانت وما زالت -هذه البلاد – المملكة العربية السعودية قدوةً ومضرب المثل في رعاية الأخلاق ودعم القيم، وبناء السلوكيات الإيجابية، والحقيقة أنه هذا لم يكن ادّعاء فارغاً، أو كلاماً مجرداً؛ بل عن جدارة واستحقاق يشهد به القاصي والداني. وعندما تكون الأخلاق طبعاً لدى أبنائها، والقيم النبيلة متجذرة في تاريخها المجيد؛ فحقّ لها أن تكتسي ثوب العز والفخار.

في وقت يتسابق الجميع في الفخار بما يملك أو يكتنز، وفي وقت حبا الله فيه هذه البلاد بكل ما يمكن أن تفخر به من مقومات ومقدرات ومكتسبات، -وحقّ لها ذلك- لكنها اختارت في يومها الوطني الـ 95 هذا الشعار المؤثر: [عزنا بطبعنا] لتقدم للعالم نموذجاً عالياً في التمسك بالأخلاق والعودة للقيم، واستدعاء طباعها النبيلة من الكرم والنبل والأمانة والعطاء والبذل والاحترام وكل القيم السامية.

نعم عزنا بطبعنا: وحقّ لها أن تكتسي ثوب العز المتوج بالأخلاق التي جبلت عليها عبر تاريخها المجيد؛ ليكون هذا الماضي الراسخ هو قاطرة التقدم للحاضر الناصع، ورغم ما توفر لهذه البلاد حفظها الله من إمكانيات مادية؛ لكنها جعلت فخارها وسربالها وزينتها هو ميراثها الخلقي والقيمي.

عجبت صباح هذه اليوم – وما كان لي أن أعجب- عندما كنت أراجع رؤية المملكة العربية السعودية 2030م؛ لاستيفاء بعض النقاط البحثية في عملٍ بحثي لي فوجدت أن من أول محاور الرؤية: [مجتمع حيوي قيمه راسخة ... ستكون نقطة انطلاقتنا نحو تحقيق هذه الرؤية هي العمل بتلك المبادئ، وسيكون منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافية مرتكزاتنا الأساسية لتحقيق التنمية في شتى المجالات] لتكون الرؤية حقاً كلاماً ممهوراً بالعمل والفعل، ومحاور تأسيسية مشفوعة بالتنفيذ والتطبيق.

وفي وقت تمثل فيه ضغوطات العولمة والتقنية الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي تحدياً كبيراً أمام منظومة القيم والأخلاق تقف المملكة العربية السعودية بشموخها؛ لتوكد أن العز كل العز في التمسك بأخلاقنا وقيمنا الراسخة؛ فتصدر الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام ضوابط التعامل مع المنصات الإعلامية كحائط حماية للقيم والأخلاق من التفلت، أو التماهي مع ما يهز ثوابت المجتمع الخلقية والقيمية.

ولعلني تطربني الأخلاق النبيلة، والقيم الجليلة، كما طرب لها الشاعر: حافظ إبراهيم:

إنـي لـتطربني الخلال كريمة طـرب الـغريب بـأوبة وتـلاقي

وتهزني ذكرى المروءة والندى بـيـن الـشـمائل هــزة الـمشتاق

فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة فـقـد اصـطـفاك مـقسم الأرزاق

فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاق

أدام الله على هذه البلاد المباركة في يومها الوطني الــ95 ثوب العز والفخار، وحفظ شعبها وأهلها وقادتها وولاة أمرها المباركين، وجعلها فخراً وعزاً، محلقة دائماً في سماء التميز والمجد، ومأرزاً للأخلاق والقيم، متوشحة على الدوام ثوب الأمن والأمان والسلام.




أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
بواسطة : أ.د. إبراهيم طلبة
 0  0  3.9K