المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 22 سبتمبر 2025
أسماء أل  شيــبان
أسماء أل شيــبان
أسماء أل  شيــبان

عزنا في ماضينا وحاضرنا


يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة خالدة في وجدان كل مواطن، فهو ليس مجرد يوم في التاريخ، بل هو رمز للانتماء والوفاء للوطن، وتذكير بجهود الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – الذي وحّد أرجاء البلاد تحت راية التوحيد عام 1932م، وأرسى دعائم دولة حديثة قامت على أسس الشريعة الإسلامية، فانتقلت المملكة من التشرذم والفرقة إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفوضى إلى الأمن والتنظيم، ومن التخلف إلى معالم النهضة والتنمية.
اهتم الملك المؤسس ببناء الإنسان قبل كل شيء، فكان التعليم في مقدمة أولوياته، فأسس مديرية المعارف، وقامت المدارس النظامية والجامعات والكليات ثم توالت خطوات التأسيس حتى ابتعث الطلاب إلى الخارج ليتزودوا بالعلوم والمعارف في مختلف التخصصات، فأصبح التعليم أحد الركائز الكبرى التي قامت عليها النهضة السعودية.
وقد أدرك المؤسس– رحمه الله – أن ترسيخ الأمن يشكل ركيزة أساسية لنجاح مشروع توحيد البلاد وبناء الدولة. لذلك، بذل جهودًا كبيرة لضمان استقرار الأوضاع الداخلية، فترتب على نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع ان أسهم ذلك في تهذيب النفوس وضبط السلوك، عبر ترسيخ معرفة الناس بحدود الحلال والحرام. كما أنشأ مديرية الشرطة، التي تولّت الإشراف على الأمن الداخلي عبر إدارات متعددة في مختلف مناطق المملكة. ولم يقتصر اهتمامه على الداخل فحسب، بل امتد ليشمل تأمين وفود الحجاج، إذ وُضعت أنظمة وإجراءات ضمنت سلامتهم أثناء أدائهم المناسك الدينية. حتى غدا الحجاج يأتون إلى الديار المقدسة وهم مطمئنون على أرواحهم وممتلكاتهم.
وفي المجال العسكري، وضع اللبنات الأولى لتأسيس جيش منظم بعد أن كان الأمر يعتمد على استجابة القبائل لنداء ولي الأمر، فأنشأ مديرية الأمور العسكرية، التي تطورت لاحقًا لتصبح وزارة الدفاع، وتم تعزيزها بالتدريب والتسليح واستقدام الخبراء، حتى أصبحت المملكة تمتلك قوة عسكرية قادرة على حماية البلاد وصون مقدساتها.
ولم يغفل المؤسس- طيب الله ثراه- عن الزراعة والمياه، فعمل على إصلاح السدود، وحفر الآبار الارتوازية، وإدخال الأجهزة الحديثة لاستخراج المياه، كما دعم المزارعين وطور أساليب الزراعة لزيادة الإنتاج الزراعي الامر الذي ترتب عليه تحقيق الأمن الغذائي.
أما في مجال الصحة، فقد كانت البلاد تعاني من أوبئة فتاكة كالجدري، وكان الناس يعتمدون على أساليب بدائية في العلاج، فأنشأ مصلحة الصحة العامة لتشرف على المستشفيات التي زُوّدت بالمستلزمات الطبية الحديثة، واستُقدم الأطباء والخبراء، وابتُعث الطلاب لدراسة الطب، مما أحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية.
كما أدرك أهمية المواصلات لربط أرجاء المملكة المترامية، فأدخل السيارات وعبّد الطرق، وأسس خط السكك الحديدية بين الرياض والدمام، واشترى الطائرات وطور الموانئ البحرية، مما سهّل التنقل والتجارة. وفي مجال الاتصالات أسس شبكة للهاتف والبريد والبرق، وأقام في مناطق المملكة المختلفة مراكز لاسلكية، مما كان لذلك أثر بالغ في تيسير شؤون الحياة.
واليوم، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – رعاه الله – تواصل المملكة مسيرة النهضة عبر رؤية المملكة 2030، التي تستهدف تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة. ونحن شهود على خطوات التطور الهائل والسريع الذي خطته المملكة في جميع مجالات التنمية. فقد أصبحت المملكة تضم شبكة متطورة من الطرق والمطارات والسكك الحديدية، وانتشرت الجامعات ومراكز البحث العلمي في مختلف المناطق، وتطورت الخدمات الصحية لتنافس أرقى المستويات العالمية، وعم الامن في جميع ارجاء البلاد. كما أطلقت مشاريع استراتيجية كبرى مثل مدينة نيوم، مشروع البحر الأحمر، والقدية، لتكون المملكة وجهة عالمية للاستثمار والسياحة والابتكار.
وعندما ننظر إلى المملكة بين الأمس واليوم، ندرك عظمة التحول الذي تحقق، فالوطن الذي تأسس على قواعد ثابتة راسخة أصبح اليوم قوة إقليمية وعالمية، تجمع بين الأصالة والتطور، وبين القيم الراسخة والطموحات الكبيرة. وفي هذا اليوم الوطني نزداد فخرًا واعتزازًا ببلادنا التي جعلت من الماضي قاعدة متينة، ومن الحاضر منطلقًا لمستقبل أكثر إشراقًا، مؤكدين أن عزنا في ماضينا وحاضرنا معًا.

بواسطة : أسماء أل شيــبان
 0  0  651