اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة تاريخية يستذكر فيها أبناء الوطن مسيرة التوحيد والبناء التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله–منذ استعادة الرياض في الخامس من شوال عام 1319هـ، حتى اكتمال توحيد مناطق الوطن تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351ه لتبدأ مسيرة دولة راسخة الأركان، قائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تنعم بالأمن والاستقرار، وتواصل نهضتها حتى يومنا هذا.
انطلقت مسيرة المملكة من عمق تاريخي عريق، حيث قامت الدولة السعودية الأولى والثانية على مبادئ الوحدة والعدل، وجاءت الدولة السعودية الحديثة امتداداً لذلك النهج، فجمعت الشتات ووحّدت الكلمة وأرست قواعد دولة معاصرة تحظى بمكانة دولية مرموقة.
إن من أبرز مكاسب التوحيد ترسيخ نعمة الأمن التي افتقدتها الجزيرة العربية قبل قيام المملكة، إذ تحول الوطن بعد الوحدة إلى واحة استقرار، مما أتاح فرص التنمية والبناء، فحققت المملكة إنجازات نوعية في مختلف المجالات؛ من التعليم والصحة إلى الاقتصاد والصناعة والبنية التحتية. وأصبحت المملكة اليوم قوة اقتصادية مؤثرة وعضواً فاعلاً في المنظمات الدولية، تدعم الاستقرار الإقليمي والعالمي، وتواصل تعزيز مكانتها بين الدول الكبرى.
وفي العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أقرت رؤية المملكة 2030 التي رسمها ووضع خطتها ويتولى الإشراف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وهي رؤية الحاضر للمستقبل، ترتكز على مكامن القوة التي منحها الله للملكة العربية السعودية لتحقيق مستقبل يوازن بين الأصالة والتجديد، وبين القيم الراسخة والطموحات الوطنية. لتجسد تطلعات القيادة الحكيمة نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
ومنذ تأسيسها، حملت المملكة على عاتقها شرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، فبذلت الغالي والنفيس لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة وتوفير أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار. وقد شملت هذه الجهود التوسعات التاريخية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، والمشروعات العملاقة في المشاعر المقدسة، وتوفير كل ما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن والعمل على إثراء رحلتهم وتجربتهم الثقافية من خلال التوسع في انشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها.
ورغم مسيرة التحديث المتسارعة، ظلت المملكة حريصة على الاعتزاز بهويتها الوطنية وعملت على المحافظة الإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة وغرس مبادئها في الأجيال، ونجحت المملكة في تحقيق تقدما في مستهدفات الرؤية نحو احياء مواقع التراث الوطني وانشاء المتاحف وتسجيل ثمان مواقع من المملكة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وتمكين الوصول اليها بوصفها شاهدا حيا على العمق الحضاري العريق للمملكة ودورها الفاعل وموقعها البارز على خارطة الحضارات الإنسانية.
اليوم الوطني السعودي 95 يوم تتجدد فيه معاني الولاء والانتماء، وتعلو فيه راية الوطن عالية خفاقة، وكل عام والمملكة وقيادته وشعبها بخير وتقدم ونماء.