السعودية تبني تحالفات استراتيجية لتعزيز الأمن الإقليمي
تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها الإقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية تقوم على الانفتاح وبناء الشراكات الاستراتيجية، فبعد عقود كان فيها الغرب مركز الثقل الأمني تتجه الرياض اليوم نحو الشرق لإعادة رسم ملامح التوازنات الدولية.
وفي هذا السياق، جاء توقيع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف في الرياض على الاتفاقية الدفاعية المشتركة، كخطوة تحمل أبعادًا استراتيجية عميقة فهي لا تقتصر على التعاون العسكري، بل تعكس تحالفًا يجمع بين قوة اقتصادية وسياسية متنامية للمملكة وقدرات عسكرية ونووية لباكستان، بما يرسخ فكرة أن الرياض لم تعد تنتظر ضمانات أمنية من الخارج، بل تبني مسارها الدفاعي المستقل.
إقليميًا، يكتسب الاتفاق بعدًا إضافيًا في ظل التطورات الأخيرة، ومنها الضربة الإسرائيلية التي طالت قطر وأثارت مخاوف على أمن الخليج، هذا التحالف يبعث برسالة بأن أمن المنطقة وحدة متكاملة، وأن أي تهديد لدولة خليجية ينعكس على الجميع.
أما على المستوى الدولي فيتوقع أن تدفع الاتفاقية القوى الكبرى إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه الخليج، مع إدراك أن الرياض باتت لاعبًا رئيسيًا في صياغة معادلات الأمن الإقليمي، وأن استقرار المنطقة بات مرتبطًا بتحالفات جديدة أكثر توازنًا وفاعلية.