تشويه السمعة جريمة في حقّ النفس والمجتمع
«الغيبة فاكهة مجتمعات الأشرار»
بقلم: الإعلامي حامد محمد الطلحي الهذلي
الكلمة قد تبني وقد تهدم، فهي سلاح ذو حدّين
وما نعيشه اليوم من سرعة انتشار الأخبار عبر المنصّات الرقمية يجعل مسؤولية ضبط اللسان أعظم من أي وقت مضى. إن تشويه السمعة عن عمد أو عن حسن نيّة
يُعدّ من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتزرع بذور الفتنة والفرقة بين الناس
حرمة السمعة في الإسلام
جعل الإسلام للإنسان حرمة عظيمة، فقال الله تعالى:
﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12]
وقال النبي ﷺ:
«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (رواه البخاري ومسلم)
عبّر الشاعر عبدالله المسعودي الهذلي رحمه الله عن خطورة اللسان
في قصيدته البليغة التي تصلح أن تكون دستورًا للحكمة والعظة
فقال:
يالساني احذر عن فمي
لا تعدّى
قدّام لا عضّك على الضرس والناب
واحذر تودّي هرجةٍ ما تودّى
واليا بدت قالوا الناس كذّاب
اللي تعشّى بالكذب ما تغدّى
واللي تعالج به من السقم
ما طاب
واحذر ثم احذر بالردي
لا تقدّى
حاجتك ما تقضي وسرّك
مع الباب
من يوم ما يفهم حقيقتك صدى
وأصبح يسولف بك مع الناس الأجناب
عز الله انّي تبت وابتعدّى
توبة نصوح عن دروب الخطى تاب
واحدى عن أصحاب الخطى واتحدّى
خلّه يقولون العرب ما له أصحاب
أثر التشويه على الفرد والمجتمع
تشويه السمعة ليس مجرد كلام عابر، بل هو جرح غائر يترك آثاره:
نفسياً: يولّد القلق وفقدان الثقة بالنفس.
اجتماعياً: يزرع الشك ويهدم العلاقات ويقطع الأرحام
أخلاقياً: يشيع الكراهية ويضعف روابط الأخوّة
خاتمة
إن كلمة تخرج من فمٍ غير محسوب قد تكون سببًا في فتنة أو قطيعة أو أذى لا يُعالج. وكما قال ابن القيم رحمه الله:
«الغيبة فاكهة مجتمعات الأشرار»
فلنحذر أن نكون من هؤلاء ولنحفظ ألسنتنا من أن توردنا المهالك
ولنجعل من الكلمة أداة إصلاح، لا معول هدم
بقلم: الإعلامي حامد محمد الطلحي الهذلي
الكلمة قد تبني وقد تهدم، فهي سلاح ذو حدّين
وما نعيشه اليوم من سرعة انتشار الأخبار عبر المنصّات الرقمية يجعل مسؤولية ضبط اللسان أعظم من أي وقت مضى. إن تشويه السمعة عن عمد أو عن حسن نيّة
يُعدّ من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتزرع بذور الفتنة والفرقة بين الناس
حرمة السمعة في الإسلام
جعل الإسلام للإنسان حرمة عظيمة، فقال الله تعالى:
﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12]
وقال النبي ﷺ:
«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (رواه البخاري ومسلم)
عبّر الشاعر عبدالله المسعودي الهذلي رحمه الله عن خطورة اللسان
في قصيدته البليغة التي تصلح أن تكون دستورًا للحكمة والعظة
فقال:
يالساني احذر عن فمي
لا تعدّى
قدّام لا عضّك على الضرس والناب
واحذر تودّي هرجةٍ ما تودّى
واليا بدت قالوا الناس كذّاب
اللي تعشّى بالكذب ما تغدّى
واللي تعالج به من السقم
ما طاب
واحذر ثم احذر بالردي
لا تقدّى
حاجتك ما تقضي وسرّك
مع الباب
من يوم ما يفهم حقيقتك صدى
وأصبح يسولف بك مع الناس الأجناب
عز الله انّي تبت وابتعدّى
توبة نصوح عن دروب الخطى تاب
واحدى عن أصحاب الخطى واتحدّى
خلّه يقولون العرب ما له أصحاب
أثر التشويه على الفرد والمجتمع
تشويه السمعة ليس مجرد كلام عابر، بل هو جرح غائر يترك آثاره:
نفسياً: يولّد القلق وفقدان الثقة بالنفس.
اجتماعياً: يزرع الشك ويهدم العلاقات ويقطع الأرحام
أخلاقياً: يشيع الكراهية ويضعف روابط الأخوّة
خاتمة
إن كلمة تخرج من فمٍ غير محسوب قد تكون سببًا في فتنة أو قطيعة أو أذى لا يُعالج. وكما قال ابن القيم رحمه الله:
«الغيبة فاكهة مجتمعات الأشرار»
فلنحذر أن نكون من هؤلاء ولنحفظ ألسنتنا من أن توردنا المهالك
ولنجعل من الكلمة أداة إصلاح، لا معول هدم