المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 17 سبتمبر 2025
حامد محمد الطلحي الهذلي
حامد محمد الطلحي الهذلي

الحرب الباردة بين الإعلامي والسنابي

لم يعد المشهد الإعلامي كما كان
في السابق حيث كانت الصحف والقنوات هي المرجع الوحيد للأخبار بل فرضت منصات التواصل واقعًا جديدًا أبرزت فيه نجم "الإسنابي المعلن" ليقف في مواجهة "الإعلامي المحرر". هذه الثنائية صنعت
ما يشبه الحرب الباردة بين عالمين مختلفين في الرؤية والرسالة والأدوات

الإعلامي صانع الخبر وحارس المصداقية

الإعلامي المحترف
هو ابن المدرسة الصحفية القديمة، تشرب مبادئ المصداقية والتحقق من المصادر، وأدرك
أن الكلمة أمانة ورسالة قبل أن تكون وسيلة كسب. مهمته
لا تنحصر في كتابة خبر عابر بل في صياغة وعي عام وتوثيق لحظة تاريخية
يرى الإعلامي
أن الإعلام ليس إعلانًا
بل هو منبر للمعلومة وذاكرة تحفظ للأجيال أحداثها
ومن هنا يرفض
أن تتحول مهنته
إلى مجرد دعاية سريعة أو محتوى سطحي

السنابي
سرعة الوصول وسطوة اللحظة

في المقابل يعتمد السنابي على التأثير اللحظي حيث اللقطة القصيرة قادرة على الوصول إلى آلاف وربما ملايين
في دقائق معدودة قوته تكمن
في الانتشار وسلطته في أرقام المشاهدات والتفاعل
السنابي المعلن أصبح اليوم لاعبًا اقتصاديًا بارزًا يسوّق المنتجات ويغير سلوك المستهلكين
لكنه يتعرض دومًا لاتهامات تتعلق بـضعف المصداقية وغياب المهنية لأنه في الغالب
لا يخضع لضوابط التحرير الصحفي
ولا يعترف بالمسؤولية الإعلامية

المتسلق على المنبر.. مهرج في ثوب الإعلامي

أما الفئة الثالثة، فهي الأكثر إزعاجًا للمشهد: من يقف على المنابر بلا صفة مهنية، ويسمّي نفسه إعلاميًا. هؤلاء لا ينتمون لأي وسيلة إعلامية ولا يملكون أدوات المهنة، بل يعتمدون على الادعاء والظهور الاستعراضي. يمكن وصفهم بـ"المهرجين الإعلاميين"، لأنهم يُسيئون للمهنة ويخلطون بين الترفيه الفارغ والإعلام المسؤول.
هذه الفئة تمثل خطرًا على وعي الجمهور، إذ تأخذ من الإعلام بريقه وتتنصل من مسؤولياته، لتصنع صورة مشوهة تضعف ثقة الناس بالإعلام الحقيقي

أين يكمن الصراع؟

الإعلامي يرى أن السنابي سطّح المعلومة وأخذ من الإعلام بريقه دون أدواته

السنابي يرى
أن الإعلامي بطيء وتقليدي لا يواكب
لغة العصر ولا يجذب جمهور المنصات

وبين الطرفين يقف الجمهور حائرًا
يريد من الإعلامي العمق والمصداقية
ومن الإسنابي السرعة والجاذبية

شواهد واقعية

في أوقات الأزمات مثل جائحة كورونا
برز الإعلاميون
في تصحيح الشائعات التي انتشرت عبر سنابات فردية

بعض المؤسسات الصحفية نجحت في دخول عالم السناب بإشراف محرريها فجمعت بين الدقة وسرعة الوصول

بعض السنابيين استعانوا بإعلاميين لصياغة محتواهم ليكسبوا ثقة الجمهور إلى جانب شهرتهم

من الحرب إلى التكامل

الحرب الباردة
بين الإعلامي والسنابي ليست قدرًا محتومًا فالمشهد يتسع للجميع إذا أدرك
كل طرف دوره

الإعلامي يقدّم المعلومة الموثوقة ويضمن المصداقية

السنابي يمنحها نافذة أسرع وأوسع للوصول إلى الناس
والجمهور هو الرابح إذا اجتمع العمق بالانتشار

خاتمة
الإعلام اليوم بحاجة إلى وعي جديد يوازن بين رصانة الإعلامي وسرعة السنابي فالحرب الباردة لن تُكسب أحدًا بينما الشراكة قادرة على بناء محتوى يليق بالمجتمع ويستجيب لروح العصر وفي النهاية تبقى المصداقية هي البوصلة التي لا غنى عنها، مهما تغيّرت الوسائل وتباينت الأدوات
 0  0  2.9K