المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 14 سبتمبر 2025
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر

طالب في جامعة أرامكو السعودية

طوال سنوات عملي في شركة أرامكو السعودية، أدركت أنني لم أكن مجرد موظف، بل كنت طالبًا في جامعة كبرى تصوغ العقول وتصنع الرجال. لم تكن أرامكو مجرد شركة، بل مدرسة للحياة، علّمتني ما لم أتعلمه في التجارب العامة، وغرست في داخلي قيمًا راسخة ظلّت ترافقني في كل تفاصيل أيامي.

علّمتني أرامكو أن للوقت قيمة لا تُقدّر بثمن، وأن احترام المواعيد ليس مجرد التزام وظيفي، بل أسلوب حياة؛ فكل دقيقة تُهدر هي فرصة لا تعود. ومن خلال برامجها الصارمة في السلامة، تعلمت أن الحذر ليس ضعفًا، بل وعي ومسؤولية، وأن حماية النفس والآخرين واجب لا يقبل التهاون.

وفي بيئة العمل، أدركت أن الاجتهاد والمثابرة هما الطريق الأكيد للنجاح، وأن العرق الذي يسكبه الإنسان في عمله هو أعظم شهادة على عطائه. كما علّمتني التحديات اليومية أن الاستسلام ليس خيارًا، وأن الإرادة الصلبة قادرة على تحويل المستحيل إلى ممكن، وأن الهزيمة الحقيقية ليست في الفشل، بل في التوقف عن المحاولة.

لقد صنعت أرامكو في داخلي إنسانًا جديدًا؛ إنسانًا يعرف معنى الالتزام، ويقدّر قيمة الوقت، ويضع السلامة أولًا، ويؤمن أن العمل رسالة قبل أن يكون وظيفة. ولهذا أقول بثقة: إن أرامكو ليست مجرد شركة، بل هي جامعة للحياة، ومن يمر بمدرستها يدرك أنه اكتسب دروسًا تبقى معه ما عاش.

واليوم، ومع ما نشهده من تحولات كبرى يقودها الوطن في ظل رؤية المملكة 2030، أستحضر كل ما تعلمته في مدرسة أرامكو، وأدرك أن تلك القيم لم تكن تخصني وحدي، بل كانت لبنات في صرح هذا الوطن العظيم. فمن يحفظ الوقت، ويحمي السلامة، ويعمل بإخلاص، ويؤمن أن لا مستحيل أمام الإرادة، هو ذاته الذي يشارك في بناء مستقبل المملكة، ويرفع رايتها بين الأمم.

إن أرامكو لم تُخرّج موظفين فحسب، بل أخرجت أجيالًا من الصادقين مع أنفسهم ومع أوطانهم، وأنا واحد منهم، ممتن لهذه المدرسة العريقة التي منحتني زاد العمر وأعظم الدروس.
 0  0  2.7K