المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 12 سبتمبر 2025
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم

المستهلك في مرمى العروض الوهمية.. دعوة لضبط السوق قبل الانفلات



مع اقتراب المناسبات الوطنية والدينية، تتسابق المتاجر على طرح العروض الترويجية التي يُفترض أن تمنح المستهلك فرصة حقيقية للاستفادة من التخفيضات، وتعزز ثقة العميل بالتاجر، وتنعش الحركة الاقتصادية. غير أن الواقع يكشف عن ظاهرة مقلقة تتمثل في الإعلانات الوهمية والتلاعب بالأسعار، وهي ممارسات تهدد نزاهة السوق السعودي وتضع المستهلك في مرمى الاستغلال التجاري.

ممارسات تُضعف الثقة

رغم التعليمات الرقابية الصادرة عن وزارة التجارة والغرف التجارية، إلا أن بعض التجار ما زالوا يلجؤون إلى التحايل؛ كرفع السعر الأساسي قبل الإعلان عن الخصم، أو الترويج لعروض مبالغ فيها لا وجود لها فعليًا. هذه الممارسات تُفقد الإعلان مصداقيته، وتحوّل المناسبات من موسم للتكافل والبهجة إلى موسم استغلال يضر بثقة المستهلك وصورة السوق.

مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي

الأرقام تؤكد أن القوة الشرائية موجودة والزخم الاستهلاكي في تصاعد. فقد بلغ إنفاق المستهلكين في السعودية نحو 1,319.7 مليار ريال عام 2023 بزيادة 7٪ عن 2022. كما ارتفع إنفاق فبراير 2024 إلى 113.4 مليار ريال بزيادة 16٪ عن العام السابق، فيما وصل الإنفاق خلال أول أربعة أشهر من 2024 إلى 467 مليار ريال. هذه المؤشرات تكشف أن السوق واعد، لكن الحفاظ على مصداقيته يتطلب شفافية في الإعلان والتسويق.

ضرورة التدخل الصارم

في ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى تدخل مباشر وحازم من وزارة التجارة والغرف التجارية. ويجب أن يكون المبدأ واضحًا: لا إعلان يُنشر إلا بعد استيفاء الشروط الرسمية. بل ينبغي أن تتوقف فورًا أي إعلانات غير مرخصة، حمايةً للمستهلك وضبطًا للسوق، ومنعًا لأي انفلات قد يضر بالثقة العامة.

شرط الترخيص المسبق

ولضمان الشفافية، يجب أن يُمنع المعلن من نشر أي إعلان لأي متجر أو منتج ما لم يكن بحوزته نسخة من الترخيص الصادر عن الجهة المختصة. فهذا الشرط يضمن أن كل إعلان تجاري خضع للرقابة، وأن ما يُعرض أمام المستهلك حقيقي وموثق، بعيدًا عن الوهم أو المبالغة.

انسجام مع رؤية المملكة 2030

إن بناء سوق تجاري عادل ومنظم ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تعزيز الشفافية، حماية المستهلك، ودعم بيئة تنافسية صحية. فالتاجر الملتزم بمصداقية الإعلان لا يحمي فقط سمعة متجره، بل يستثمر في علاقة طويلة الأمد مع عملائه، ويعزز مكانة السوق السعودي كأحد أقوى وأصدق الأسواق في المنطقة.

خاتمة

الإعلانات الوهمية ليست مجرد مخالفة عابرة، بل تهديد مباشر لثقة المستهلك واقتصاد الوطن. والحل يكمن في ثلاثية متكاملة: تاجر ملتزم، مستهلك واعٍ، وجهات رقابية حازمة. ومع تطبيق هذه المنظومة بصرامة، ستظل المناسبات الوطنية والدينية موسمًا للبهجة الحقيقية، لا بابًا للتلاعب والاستغلال.

بواسطة : المهندس/ علي السليم
 0  0  1.1K