الاستطراق الإبداعي
* نزار رمضان*
نظرية الأواني المستطرقة.. وهي باختصار تقول إن ارتفاع السائل في آنية متوازية متصلة بعضها ببعض ومختلفة في سعتها وشكلها، لابد أن يكون متساوياً.. وهي من الظواهر بالعلوم الطبيعية التي أوقن بوجودها في الحياة الإنسانية والإجتماعية والتربوية .
نحتاج لشروطها أن نتواصل فيما بيننا كأفراد وأسر وشركات بل ودول لكي يفيض كل طرف بإبداعاته على الآخر الموازي له والمتصل به .
نريد أن تنتهي الأنانية في الإبداع إن صح التعبير نحتاج لنأخذ بأيد بَعضنا البعض للترقي والسمو فكلنا مركب واحد كلنا يد واحدة كلنا هدف واحد . من الغريب تزكية ثقافة الفردية داخل أسرنا ومؤسساتنا حتى في ألعابنا
في رياض الأطفال بعض البلدان يلعبون لعبة الكراسي. يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال، ويقولون للأطفال بأنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة. ثمّ يقلّلون عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل كلّ مرّة حتى يبقى طفلًا واحدًا ويتم إعلانه أنّه الفائز. فيتعلّم الطفل ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري".
وفي رياض أطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي أيضًا، ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال أيضًا، مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال بأنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا أحدكم بقى دون كرسي، يخسر الجميع. فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي. ومن ثمّ يقللون عدد الكراسي تباعًا، مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا بأنّ لا يبقى أحدهم دون كرسي، وإلا خسروا جميعًا. فيتعلّم الطفل ثقافة "لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح.....
لا بد لنحيا و تبقى أن يتنقل الإبداع والمشاريع الناجحة بخاصية الأواني المستطرقة
يا ليتنا نعلم أن المركب واحد والنجاة لنا جميعاً وأن الإبداع رزق ومن رزق إبداعاً وجبت زكاته وصدقته ليزداد بركة وعلماً وفتحاً .
كاتب ٣ سنوات بعكاظ عمود ثابت أسبوعي
ومجلة الدعوة
لي عدة برامج تربوية
مدرب مستشار أسري
مدير الجودة بشركة الحصان للتعليم
إيميل/[email protected]