ميزان البقاء بين الولاء والتعود
يتأرجح الإنسان دائما في مساحة العلاقات بين قوتين خفيتين: الولاء والتعود. الولاء فعلٌ يشبه الشجاعة وينبع من قرار داخلي واعٍ بالارتباط، قائم على القيم والمبادئ مثل الصدق، المسؤولية، الاحترام، ويكون اختيار متجدد بأن تبقى، حتى وإن فتحت الحياة أبوابًا أخرى. أما التعود فهو ظلّ يلتصق بالروح، يولد من تكرار الأيام وإن تلاشت حرارة البدايات، حتى يغدو الآخر جزءًا من تفاصيلنا الصغيرة، لا ندري إن كان حبًا خالصًا أم مجرد خوف من الغياب.
يطل الحب في بداياته مثل المسكّن. يخفف ثِقل الواقع، يمنحنا فسحة ناعمة للطمأنينة، كأننا نضع أعباءنا عند عتبة صدرٍ آخر. لكنه كما كل مسكّن، قد يغوي بالاعتماد، فيسلبنا وضوح الرؤية، ويتركنا أسرى منطقة راحة، نخلط بين الاستمرار وبين الوفاء. وهنا تظهر معضلة ويبدأ ميزان البقاء في الانحراف: هل نمكث لأننا نريد، أم لأننا لا نجرؤ على الرحيل؟
ولا يكتمل المشهد من دون أثر الجماعة. فنحن لا نعيش في عزلة؛ نلتقط صور الآخرين، نتأثر بخطاب الجمع، ونجد في الأمثلة المتكررة مبررات للبقاء أو الانسحاب. المجتمع كله يتحرك كأنما يمسك بالمكبّر، يضخ صورًا ويعيد حكايات، حتى يغدو المختلف مألوفًا، والمألوف قاعدة لا تُسائل. في خضم هذا الضجيج، قد يتوهم المرء أن ما يعيشه اختياره الخالص، بينما هو انعكاس لخطاب جماعي واسع.
لكن الحقيقة تظل ساكنة في الداخل: الولاء لا يُقاس بطول العِشرة ولا بضجيج الجماعة، بل بصدق الاختيار. التعود قيدٌ ناعم يحيطنا من حيث لا نشعر، أما الولاء فقرار حر، ينهض من وعي عميق، ويجعل البقاء قيمة لا مجرد عادة.
هنا يتضح ميزان البقاء: أن تبقى لأنك اخترت، لا لأنك خِفت. أن تكون صادقًا مع ذاتك قبل أن تكون مخلصًا لغيرك. ففي النهاية، العِبرة ليست في طول الطريق، بل في الحقيقة التي ترافقك وأنت تمضي فيه، فمن اعتادك قد يفقدك، ومن اختارك "يبقى".
يطل الحب في بداياته مثل المسكّن. يخفف ثِقل الواقع، يمنحنا فسحة ناعمة للطمأنينة، كأننا نضع أعباءنا عند عتبة صدرٍ آخر. لكنه كما كل مسكّن، قد يغوي بالاعتماد، فيسلبنا وضوح الرؤية، ويتركنا أسرى منطقة راحة، نخلط بين الاستمرار وبين الوفاء. وهنا تظهر معضلة ويبدأ ميزان البقاء في الانحراف: هل نمكث لأننا نريد، أم لأننا لا نجرؤ على الرحيل؟
ولا يكتمل المشهد من دون أثر الجماعة. فنحن لا نعيش في عزلة؛ نلتقط صور الآخرين، نتأثر بخطاب الجمع، ونجد في الأمثلة المتكررة مبررات للبقاء أو الانسحاب. المجتمع كله يتحرك كأنما يمسك بالمكبّر، يضخ صورًا ويعيد حكايات، حتى يغدو المختلف مألوفًا، والمألوف قاعدة لا تُسائل. في خضم هذا الضجيج، قد يتوهم المرء أن ما يعيشه اختياره الخالص، بينما هو انعكاس لخطاب جماعي واسع.
لكن الحقيقة تظل ساكنة في الداخل: الولاء لا يُقاس بطول العِشرة ولا بضجيج الجماعة، بل بصدق الاختيار. التعود قيدٌ ناعم يحيطنا من حيث لا نشعر، أما الولاء فقرار حر، ينهض من وعي عميق، ويجعل البقاء قيمة لا مجرد عادة.
هنا يتضح ميزان البقاء: أن تبقى لأنك اخترت، لا لأنك خِفت. أن تكون صادقًا مع ذاتك قبل أن تكون مخلصًا لغيرك. ففي النهاية، العِبرة ليست في طول الطريق، بل في الحقيقة التي ترافقك وأنت تمضي فيه، فمن اعتادك قد يفقدك، ومن اختارك "يبقى".