قصيدة: الشام قامت متى تستيقظ ُ اليمنُ
العزُّ والمجدُ والإقدامُ مُرتهَنُ
لدى ابنِ سلمانَ والمأمونُ يؤتَمَنُ
قد قادَ أمتَهُ للمجدِ فارتفعتْ
راياتُها وانتهت في عصره المِحَنُ
ساسَ الأمورَ بعزمٍ لا يضعضعُه
يأسُ الرجاءِ ولو جالتْ به الفتنُ
كأنّ في يدهِ من بطشِ صولته
عصا الكليمِ وفي محرابهِ السُّننُ
افرد جناحيك في الأرجاء واطوِهما
ففيهما يستظلُّ الشعبُ والوطنُ
ويشملُ الأمةَ العُظمى إذا تركَت
مَنْ تلتوي فيهمُ الأهواءُ والإحنُ
فكلُّ مَنْ رشدَتْ أفعالُه وعَلتْ
به النوايا حواهُ الأمنُ والسكَنُ
وكلُّ من تاهَ عن دربِ الرشادِ غدتْ
أحلامه كمريضٍ هدَّهُ السَّخنُ
الشامُ مدَّت يديها وهيَ يائسةٌ
وكانَ في ظهرها الأحزابُ قد طعنوا
فأنقذتها أيادي السعدِ إذ ندبت
أهلَ الرياضِ فلبَّوها ولم يهنوا
بنو أميَّةَ قد راقتْ مراقِدُهم
واستبشرتُ جِلَّقُ الفيحاءُ والمُدنُ
من قامَ خلفكَ قد قامَ الزمانُ له
والشامُ قامت متى تستيقظُ اليمنُ
ما لي أرى يمنَ الأوجاعِ نائمةً
والضبعُ يسرحُ والآلامُ والشجنُ
أهلُ العزائم نهّاضون إن عثروا
وليسَ ينهضُ من بالذلِّ يقترنُ
وكيفَ يهنأُ أحفادٌ لذي يزنٍ
ولم يعُد تُبَّعٌ فيها ولا يزَنُ
قبائلٌ قد تخلّت عن عروبتِها
فقادها مزدكيٌّ مُنتِنٌ عَفِنُ
قد حرَّفَ الدينَ والأعرافَ شوهها
والشيخُ ذلَّ وفي أثوابِهِ الدرَنُ
العارُ يرسمُ في وجهِ البليدِ أسىً
والحرُّ لا يعتريهِ الذلُّ والوَهَنُ
من قام بالحقِّ قام الحظُّ في يدِه
لم يغلِهِ في الطريق ِ البيعُ والثمنُ
أيا ابنَ سلمانَ عقلي والفؤادُ لكم
والنفسُ نبذلها فيكم وذا عَلَنُ
فنحن في زمنٍ قلَّ الوفاءُ بهِ
وأنتَ فينا الوفاءُ الجمُّ والزمنُ
بكم رفعنا رؤوسَ الفخرِ شامخةً
وكيف لا.. ولدينا القائد ُ الفَطِنُ