المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 7 سبتمبر 2025
ابراهيم علي الفقيه
ابراهيم علي الفقيه
ابراهيم علي الفقيه

مطار القنفذة… حلم يحلق فوق الأفق





في مدينة القنفذة، حيث يتعانق نسيم البحر مع رمال الشاطئ الذهبية، يختبئ حلم كبير في قلوب أهل المدينة: مطار القنفذة. لم يكن موجودًا على أرض الواقع، لكنه موجود في أحلامهم، كنافذة تطل على العالم، وكجسر يأملون أن يحملهم يومًا بعيدًا عن روتين المدينة وهدوءها الساحلي.

كل مساء ، يجلس كبار السن على مقاعد الكورنيش، يتحدثون عن الطائرات التي لم تهبط بعد، وعن الرحلات التي لم تقلع، وكأنهم يشهدون صخب المدرجات وحركة المسافرين. الأطفال يركضون على الرمال، متخيلين الطائرات العملاقة وهي تحلق فوقهم، يلوحون بأيديهم للطيارين الذين لا وجود لهم سوى في خيالهم، ويبتسمون لرحلة تبدأ قبل أن تبدأ.

وفي المقاهي المطلة على البحر، يجتمع الشباب حول طاولة واحدة، يتبادلون الأفكار حول “مطار الأحلام”، عن أول رحلة ستنطلق منه، وعن المدن البعيدة التي سيزورونها حين يتحقق الحلم. قصص وحكايات تدور حول المطار غير الموجود، ورغم أنه مجرد فكرة، إلا أنه يوحد المدينة، يزرع فيها الطموح، ويجعل الجميع يرفع أنظارهم إلى السماء في لحظة شغف صامتة.

وفي إحدى زوايا المدينة، كان هناك طفل صغير يُدعى فهد، يخطط على ورق قديم رسومات مطار خيالي، مع مدرج طويل وأبراج مراقبة، وطائرات كبيرة تطير في كل اتجاه. كان يقول لأصدقائه: “حين يكبر المطار، سنسافر جميعًا، وسنرى العالم بأعيننا!”، وكانت عيناه تتلألأ بالأمل وكأن الحلم أصبح قريبًا من الواقع.

ومع غروب الشمس، تتحول المدينة إلى لوحة ساحرة، والأفق يتلألأ بألوان الغروب، فتشعر القلوب الصغيرة والكبيرة بأن المطار موجود بطريقة ما، ليس على الأرض، بل في الروح، في الحديث والخيال، في كل حلم صغير يسافر بعيدًا قبل أن تتحقق الرحلة.

ومع ذلك، يبقى سؤال يطفو على السطح: متى سيصبح هذا الحلم حقيقة؟.
هل ستسمح الأيام لأهل القنفذة أن يرفعوا أيديهم للسماء ويركبوا وتنطلق بهم الطائرة من حدود المحافظة ؟ أم سيبقى المطار مجرد أمنية، تطير بهم إلى عالم الخيال؟

حتى ذلك اليوم، سيظل مطار القنفذة يحلق في الأفق، حلمًا يربط بين الواقع والخيال، وبين قلوب المدينة وأحلامها الكبيرة
بواسطة : ابراهيم علي الفقيه
 0  0  8.6K