المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 3 سبتمبر 2025
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر
طارق محمود نواب _ رئيس مجلس الادارة - كاتب ومحرر

ويسألونني عن لطفي زيني...

قبل أن نغوص في رحاب اسمه، دعونا نتذكر لمسة خالدة: أغنية "أحبك لو تكون حاضر" التي غنّاها طلال مداح وأطربت أجيالًا. كثيرون من أبناء هذا الجيل لا يعلمون أن كلماتها خرجت من قلم لطفي زيني؛ لمحة صغيرة تكفي لتكشف كيف امتدت بصمته بهدوء عبر عقود من الإبداع والجمال.

لكن الحديث عن لطفي زيني لا يقف عند حدود أغنية أو لحن. إن الحديث عنه هو استحضار زمنٍ كانت فيه الكلمة موسيقى، واللحن مرآةً لروحٍ نقية، والصوت نافذة تطل على وجدان قلوبٍ لا حصر لها.

لطفي زيني لم يكن مجرّد شاعر يسكب أبياته على الورق، ولا كاتبًا يعبر حدود النصوص، ولا ممثلًا يطلّ من خلف الأضواء. لقد كان حالةً متفرّدة، التقت فيها الأصالة بجرأة التجديد، وامتزجت الألحان العريقة في حروفه بعمق الفكرة وصدق الشعور.

في كلماته يسكن الحنين، وفي ألحانه تنبض حكايات العاشقين، وفي حضوره يتجلّى شغف الفنان الذي يرى في الفن وسيلةً لملامسة الروح قبل الأذن. كان يدرك أن القصيدة ليست مجرد أبيات، بل نبض حياة، وأن الأغنية ليست مجرد لحنٍ يُردد، بل ذاكرة تُشكّل وعي الأجيال وتبني مساحات من الجمال لا تنطفئ.

فالعم لطفي زيني، رحمه الله، لم يترك إرثًا فنيًا فحسب، بل ترك درسًا خالدًا بأن الفن الحقيقي لا يشيخ، وأن الكلمة الصادقة تبقى حيّة مهما تغيّر الزمن وتبدّلت الأذواق.

ويسألونني عن لطفي زيني؟ فأقول: هو ذاك الذي علّمنا أن نصغي لأغنية الروح وسط ضجيج العالم، وأن نؤمن أن الجمال، متى صيغ بصدق، لا يزول... رحم الله العم لطفي زيني الذي ترك إرثًا لا يموت ولا يشيخ.
 0  0  3.9K