الستر نعمة إلهية يبدّدها بعض الناس بأيديهم
الستر من أعظم نعم الله على عباده، فقد قال النبي ﷺ: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين»
[رواه البخاري ومسلم]
فالله جلّ وعلا يستر على عبده في ذنبه وخطئه ويهيئ له باب التوبة والرجوع غير أن بعض الناس وللأسف يفضح نفسه بنفسه فيتحدث عن عيوبه ومعاصيه في المجالس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكأنما يتباهى بما يُسقط هيبته عند الله والناس
ما نراه اليوم من ظاهرة نشر الفضائح الذاتية تحت ستار "المزاح" أو "الشفافية" أو رغبة في لفت الأنظار يعدّ جريمة في حق النفس والدين والمجتمع. فهناك من يروي لأصدقائه ما وقع فيه من معاصٍ بحجة أنه "يمون عليهم" وآخرون ينشرون تفاصيل حياتهم الخاصة وما فيها من زلات عبر منصات التواصل طمعاً في شهرة زائفة أو إعجابات مؤقتة
لكنهم لا يدركون أن الناس ينظرون إليهم كـ"أعداء لأنفسهم"؛ يهدمون صورتهم بألسنتهم، ويخسرون احترام من حولهم قبل أن يخسروا رحمة الله. وهنا نستحضر الحكمة البليغة: إن الجاهل ليس الطفل الصغير وإنما الجاهل هو سليط اللسان بخير
أو بشر فالجاهل
كما يقال عدو لنفسه
إن المجاهرة بالمعصية لا تضر صاحبها فقط، بل تفسد الذوق العام وتضعف القيم الأخلاقية. حين يسمع الناشئة مثل هذه القصص التي تُقدَّم على أنها بطولات أو طرائف، فإنهم قد يستهينون بالخطأ ويعتادون على قبوله. وهنا تكمن خطورة الظاهرة على بنية المجتمع وثوابته
الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، جعل باب التوبة مفتوحاً إلى أن تطلع الشمس من مغربها. فما أجمل أن يحفظ المرء ستر الله عليه، ويجعل من زلته درساً خاصاً بينه وبين خالقه، يستغفر ويتوب، ولا يُخبر به أحداً. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].
خاتمة
فلنعتبر يا كرام:
ليس من الشجاعة أن يفضح المرء نفسه ليُضحك الآخرين أو ليصنع شهرة زائلة وإنما الشجاعة أن يجاهد نفسه على طاعة الله ويستتر بستر ربه فالستر رحمة من الله والمجاهرة بالمعصية نقمة على صاحبها فاحفظوا نعمة الله عليكم ولا تهدموها بأيديكم
[رواه البخاري ومسلم]
فالله جلّ وعلا يستر على عبده في ذنبه وخطئه ويهيئ له باب التوبة والرجوع غير أن بعض الناس وللأسف يفضح نفسه بنفسه فيتحدث عن عيوبه ومعاصيه في المجالس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكأنما يتباهى بما يُسقط هيبته عند الله والناس
ما نراه اليوم من ظاهرة نشر الفضائح الذاتية تحت ستار "المزاح" أو "الشفافية" أو رغبة في لفت الأنظار يعدّ جريمة في حق النفس والدين والمجتمع. فهناك من يروي لأصدقائه ما وقع فيه من معاصٍ بحجة أنه "يمون عليهم" وآخرون ينشرون تفاصيل حياتهم الخاصة وما فيها من زلات عبر منصات التواصل طمعاً في شهرة زائفة أو إعجابات مؤقتة
لكنهم لا يدركون أن الناس ينظرون إليهم كـ"أعداء لأنفسهم"؛ يهدمون صورتهم بألسنتهم، ويخسرون احترام من حولهم قبل أن يخسروا رحمة الله. وهنا نستحضر الحكمة البليغة: إن الجاهل ليس الطفل الصغير وإنما الجاهل هو سليط اللسان بخير
أو بشر فالجاهل
كما يقال عدو لنفسه
إن المجاهرة بالمعصية لا تضر صاحبها فقط، بل تفسد الذوق العام وتضعف القيم الأخلاقية. حين يسمع الناشئة مثل هذه القصص التي تُقدَّم على أنها بطولات أو طرائف، فإنهم قد يستهينون بالخطأ ويعتادون على قبوله. وهنا تكمن خطورة الظاهرة على بنية المجتمع وثوابته
الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، جعل باب التوبة مفتوحاً إلى أن تطلع الشمس من مغربها. فما أجمل أن يحفظ المرء ستر الله عليه، ويجعل من زلته درساً خاصاً بينه وبين خالقه، يستغفر ويتوب، ولا يُخبر به أحداً. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].
خاتمة
فلنعتبر يا كرام:
ليس من الشجاعة أن يفضح المرء نفسه ليُضحك الآخرين أو ليصنع شهرة زائلة وإنما الشجاعة أن يجاهد نفسه على طاعة الله ويستتر بستر ربه فالستر رحمة من الله والمجاهرة بالمعصية نقمة على صاحبها فاحفظوا نعمة الله عليكم ولا تهدموها بأيديكم