#الطائف... من عبق التاريخ إلى ريادة السياحة العلاجية

في قلب المملكة، حيث تمتزج الطبيعة بالهواء النقي والمناخ المعتدل، تبرز الطائف كمدينة سباقة في احتضان المبادرات الصحية الرائدة. فمنذ عقود، كانت الطائف أول من احتضن مستشفى للصحة النفسية في السعودية (مستشفى شهار)، كما تميزت بوجود المستشفى الوحيد المتخصص في الأمراض الصدرية، إلى جانب أول مركز تأهيل صحي تابع للقوات المسلحة (مستشفى رحاب). هذه المؤسسات لم تكن مجرد منشآت طبية، بل جسّدت رؤية مبكرة في توظيف البيئة الصحية لخدمة الإنسان.

واليوم، تُعاد قراءة هذه المقومات الطبيعية والصحية في سياق جديد، حيث تتجه الطائف بخطى واثقة نحو أن تكون وجهة عالمية للسياحة العلاجية. ويجري العمل على ذلك من خلال تأسيس "تعاونية السياحة العلاجية"، برئاسة المستشار سلطان السعدون، التي تنظم بالتعاون مع تجمع الطائف الصحي أول مؤتمر عالمي للسياحة العلاجية، برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير سعود بن نهار محافظ الطائف.

يُعد هذا المؤتمر نقطة تحول في مسار الطائف التنموي، إذ يشارك فيه نخبة من الخبراء الدوليين الذين يقدمون محاضرات وورش عمل متخصصة، تهدف إلى استكشاف الفرص الكامنة وتسليط الضوء على مجالات غير مستغلة في هذا القطاع الحيوي. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى نماذج مبتكرة تجمع بين العلاج والراحة، وتُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والبيئة.

إن الطائف، بما تمتلكه من إرث صحي وتضاريس خلابة، لا تكتفي بأن تكون مدينة ذات تاريخ، بل تسعى لأن تكون مدينة تصنع المستقبل، وتُعيد رسم خارطة السياحة العلاجية في المملكة والمنطقة.