المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 أغسطس 2025
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم
المهندس/ علي السليم

المنتجعات تطوي صفحاتها.. والمدارس تفتح أبوابها



مشهد متكرر بروح متجددة

تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام لحظة انتقالية فارقة بين وداع موسم الصيف السياحي الذي شهد إقبالًا واسعًا على المنتجعات والوجهات الداخلية، مع تزايد أعداد المصطافين في الشمال والجنوب والشرق والغرب، حيث يبقى موسم الرياض العلامة الأبرز بما يقدمه من فعاليات مبتكرة وأنشطة متجددة. وفي المقابل، تستعد المملكة لـ استقبال عام دراسي جديد يفتح أبوابه للطلاب والطالبات في مختلف المراحل التعليمية.
إنه مشهد يتكرر كل عام، لكنه في المملكة يتجدد بروح مختلفة، تعكس حجم الاهتمام والرعاية التي توليها الدولة لقطاعي السياحة والتعليم، بوصفهما ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان والمكان.

صيف استثنائي في رحاب المنتجعات

خلال الأشهر الماضية، شكّلت المنتجعات السياحية والمصايف في مختلف مناطق المملكة محطات جذب رئيسية لآلاف الأسر، حيث امتلأت بالزوار الذين استمتعوا بخدمات متكاملة تجمع بين الترفيه والاستجمام والتواصل الأسري.
وكانت وزارة السياحة والجهات المعنية حاضرة بقوة من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات ومتابعة جودة الخدمات، في انسجام مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي جعلت من السياحة قطاعًا واعدًا ومؤثرًا في الاقتصاد الوطني.
ولم يقتصر المشهد على جمال الطبيعة وتنوع التضاريس، بل تجلّى في التنظيم المحكم وحرص المسؤولين على تقديم تجربة نوعية للزوار، عكست الوجه الحضاري للمملكة ومكانتها كوجهة سياحية إقليمية ودولية.

المدارس تستعد لفتح أبوابها

وبينما يطوي الصيف آخر صفحاته، تبدأ الاستعدادات لمرحلة لا تقل أهمية: العام الدراسي الجديد. في البيوت، ينشغل أولياء الأمور بتهيئة أبنائهم نفسيًا وذهنيًا لاستقبال عام مليء بالتحديات والطموحات. وفي المدارس والجامعات، تواصل الإدارات التعليمية استكمال التجهيزات، لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للإبداع.
إنها لحظة انتقالية من أجواء الراحة والترفيه إلى فضاءات الجد والاجتهاد، حيث يتحول الحراك المجتمعي من المنتجعات والشواطئ إلى الفصول الدراسية والمكتبات.

فلسفة التوازن بين المتعة والبناء

هذا التحول الموسمي ليس مجرد تبدّل في المشهد، بل هو انعكاس لفلسفة الحياة المتوازنة التي تعيشها المملكة: وقتٌ للمتعة ينعش الروح، ووقتٌ للعلم يبني المستقبل.
فكما أولت الدولة اهتمامها بتطوير قطاع السياحة وتوفير بيئة آمنة وجاذبة للزوار، فإنها تولي قطاع التعليم اهتمامًا مضاعفًا، باعتباره أساس التنمية وبوابة التقدم.
إن الجمع بين الرخاء النفسي الذي تمنحه السياحة، والجدية التي يرسخها التعليم، يضع المجتمع في دائرة متكاملة تحقق التوازن بين الترفيه والبناء، وبين الحاضر والمستقبل.

الوطن حاضر في المشهدين

يبقى الوطن هو العنوان الجامع لهذا المشهد المتجدد. ففي وداع المصيفين كما في استقبال الطلاب، تتجلى رعاية القيادة وحرصها على تهيئة كل مقومات الحياة الكريمة.
فالمنتجعات السياحية بما تقدمه من خدمات، والمدارس بما تحتضنه من أجيال، تمثلان وجهين لعملة واحدة: وطن يسعى إلى رفاهية الحاضر وبناء المستقبل.

ختامًا

المملكة اليوم، بين وداع المصيفين واستقبال العام الدراسي، ليست أمام حدثين منفصلين، بل أمام دورة حياة متكاملة تبرهن أن النهضة الحقيقية لا تكتمل إلا بالجمع بين راحة الإنسان وتقدمه العلمي. ومع كل موسم، يتجدد المشهد بروح وطن لا يعرف التوقف، ويؤمن أن البهجة والإنجاز وجهان متلازمان في طريق التنمية والازدهار.

المهندس / علي السليم
كاتب رأي
بواسطة : المهندس/ علي السليم
 0  0  2.7K