الهواجيس رسائل خفيّة للنفس
في لحظات الهدوء حين يخفت ضجيج الحياة ويبتعد الإنسان عن صخب الناس تأتيه الهواجيس تلك الخواطر التي تنهال عليه كسيلٍ
من التساؤلات:
من أنا؟
ماذا أفعل؟
أين طريقي؟
ما قيمتي وسط هذه الدنيا؟
تراه يجلس مع نفسه مطمئنًا، يُناجيها ويُحاورها بصمت وكأنه يُمسك مرآةً صافية يرى فيها داخله بلا رتوش وهنا يبدأ العقل في الترحال يتخيل حياة الأغنياء ويُجرّب بوجدانه مقاعد أصحاب النفوذ ويرتدي في خياله عباءة أصحاب الوجاهة يعيش لحظات وكأنه أحدهم ثم ما يلبث أن يصحو من غفلته ليجد نفسه بين يدي الله في مكانه البسيط في حياته التي قُدّرت له
وهنا يبدأ العتاب
مع النفس:
أحمدك ربي على
ما أنا فيه وأحمدك أنني لست أسيرًا لمال
ولا منصب ولا جاه وأحمدك أن رزقي يكفيني وأن قلبي مطمئن بك
دروس من الهواجيس
هذه اللحظات التي قد يظنها البعض أوهامًا عابرة
هي في الحقيقة رسائل خفيّة من الله ليُوقظ فينا معنى الرضا فلو تفكرنا جيدًا لوجدنا
أن أصحاب الأموال يُثقلهم القلق
وأصحاب النفوذ
لا ينامون من الخوف وأصحاب الوجاهة يطاردهم رياء الناس ونظراتهم. بينما قد يملك الإنسان البسيط راحة لا يملكها الملوك
الهواجيس ليست عدوًا
بل هي تذكرة تُعيدك إلى حقيقة