العيون نوافذ للروح والإنسانية

العيون ليست مجرد عضو في الوجه بل هي نافذة صامتة تكشف ما يختبئ داخل النفس من مشاعر وأسرار وصفات لا تُقال بالكلام في كثير من الأحيان نلتقي بشخص للمرة الأولى إلا أن نظرة عينه تكشف لنا ذكاءه وشموخه وحنانه وطيبة قلبه ومودته التي تتجاوز الكلمات

العيون قادرة على سرد قصة الإنسان قبل أن ينطق بحرف هناك من تبين في عينيه قوة الإرادة ومن يظهر فيها دفء القلب ومن تحمل نظراته مزيجاً من الشجاعة واللطف وقد يبدو الشخص غريباً أو جديداً بالنسبة لنا إلا أن قراءة عينيه تمنحنا لمحة عن روحه وتساعدنا على فهم ما وراء الابتسامة أو الصمت

الذكاء في العيون لا يُقاس بمدى العلم أو الدراسة بل بعمق الإدراك والقدرة على ملاحظة العالم وفهم الآخرين أما الشموخ فهو يظهر في نظرة واثقة في وجه لا ينحني أمام الصعاب وفي عيون تحمل احترام الذات والكرامة وبالمقابل الحنان والطيبة والمودة يلمعان في النظرات التي تمنح الأمان وتشعر الآخرين بالقرب والاطمئنان

في عالمنا اليوم حيث تُقاس العلاقات غالباً بالكلمات والرسائل تبقى العيون صادقة أكثر من أي شيء آخر إنها تكشف الصدق قبل أن يتحدث الإنسان وتكشف المشاعر الخفية قبل أن يبوح بها لذلك في كل لقاء جديد دعونا نولي الانتباه لنظرات الناس فقد تكفي نظرة واحدة لتكشف لنا قلب إنسان وتعلّمنا دروساً في الإنسانية والرحمة

العيون بكل ما تحمله من حكايات وأسرار تظل أعظم دليل على ما في الإنسان من جمال داخلي يجعل من كل لقاء جديد فرصة لاكتشاف عالم آخر من المشاعر والعطاء