المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 13 أغسطس 2025
سعود الثبيتي
سعود الثبيتي

عن سعود الثبيتي

عمل في خدمة الاعلام مايقارب الثلاث وثلاثون عاما في صحف خليجيه مراسل

كاتب مقالات ومحرر وصحفي في عدة صحف منها البلاد التى مكث بها أطول مدة عمل
حتى عام 1422هـ

البريد الخاص: [email protected]


مقالات / الكاتب سعود الثبيتي
https://garbnewss.blogspot.com/

http://huda-ktuah.blogspot.com/2018/02/blog-post_8.html

طفولة بلا أحلام… وشيخوخة مثقلة بالأسئلة


في عمر العاشرة، كنت أنظر إلى العالم بعينين واسعتين، لا تحملان حلمًا واضحًا، ولا تخططان لغدٍ بعيد.
كنت طفلًا لا يعرف كيف يحلم، أو ربما لم يُمنح المساحة الكافية ليحلم ولم تكن هناك نجوم أتبعها ولا أمنيات أكتبها على دفاتر المدرسة.
كنت أعيش اللحظة، أراقب، أتعلم، وأكبر بصمت.

واليوم، وقد تجاوزت الستين، أجدني أعود إلى ذلك الطفل، أحاوره في داخلي، وأتساءل؟!
براءتي وينها يا قسوة أيامي؟
ملامحي من كبرت الوقت غيرها
أموت وأعرف هنا وش كانت أحلامي
ساعة وأنا أكبر الصورة وأصغرها

هذا البيتتن ليس مجرد جزء من قصيدة بل هو مرآة لرحلة عمرٍ طويلة حملتني من صمت الطفولة إلى ضجيج المسؤوليات.
لم تكن الأحلام غائبة فقط ؟! بل كانت الحياة أسرع من أن تتيح لي تأملها.

كنت أركض خلف الواجب خلف الأسرة خلف العمل خلف الوطن حتى نسيت أن أسأل نفسي ماذا أردت؟ ماذا كنت أحلم أن أكون؟

الستون ليست رقمًا بل هي تراكمٌ من التجارب من الخيبات والانتصارات من الأدوار التي لعبتها في حياة الآخرين دون أن ألتفت كثيرًا لدوري في حياتي الخاصة.
هي عمرٌ من العطاء لكنه أيضًا عمرٌ من الأسئلة المؤجلة من الأحلام التي لم تُولد بعد ومن الصور التي كبرت أمامي وأنا أصغر داخلها.

انا الأن لا أكتب هذا المقال لأرثي نفسي بل لأصافحها ولأقول لذلك الطفل
ربما لم تحلم لكنك صنعت واقعًا يستحق الاحترام.
وربما لم تكن تعرف الطريق لكنك شققت دروبًا سار عليها الآخرون.
وربما لم تكن الصورة واضحة لكنك كنت جزءًا من تكوينها.
إنها لحظة تأمل لا ندم لحظة صدق لا حزن.

لحظة اعتراف بأننا، في بعض مراحل العمر لا نحتاج أن نحلم لنكون عظماء

بل يكفي أن نكون صادقين وأن نحمل همّ من حولنا كما حملناه بصبرٍ طوال هذه السنوات.

بواسطة : سعود الثبيتي
 0  0  2.9K