ثـــــورة جنون
مضاوي بنت دهام بن سعود القويضي
نعيش اليوم عالماً يضج بثورة مجنونة ، جوالات ذكية و تطبيقاتها الكثيرة ، عدا عن وسائل التواصل ومواقع الإنترنت ، عالم مزدحم مكتظ أفتقدنا فيه الكثير من قيم* الأسرة الواحدة ، كتجمعها على مائدة الطعام وصرنا - حتى - نكتفي برسائل التهنئة في الأعياد والمناسبات برسالة (واتساب)..!!!
وبات الشباب والأطفال والمراهقين يصابون* بعقد نفسية صعبة العلاج وبمجرد انقطاع* الشبكة يتحولون إلى مخلوقات غاضبة تصرخ حتى تعود الشبكة من جديد .. !!! وتراهم يحدقون الساعات الطوال في أجهزتهم الذكية* بلا طائل يُذكر سوى تضييع أمانة الوقت وهدره فيما لايجدي* ، ناهيكم عن المشاكل النفسية والاجتماعية التي تتطلب علاجاً معرفياً وسلوكياً وتقويماً خلقياً وحزماً،* فنحن لاندري في الغالب من يحادثون ومع من يتواصلون فحتى بعض الألعاب الإلكترونية فيها هذا النوع من التواصل* الخطير الوخيم العواقب ..، ولعلي الآن أعرج على مسألة المحتوى الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت والذي هو - للأسف - في سواده الأعظم هزيل ،* فقد جعلنا من التفاهة ثقافة وألبسناها ثوب جنون العظمة ، وسائل التواصل مليئة بمهاترات وملاسنات بين الفنانين والفنانات وبين العلمانين وعلماء الدين، فكر تكفيري داعشي* ، خروج على النظم والأعراف الدينية والاجتماعية والسياسية* ودعم لأفكار منتنة بالية ترسخ فكرة العصبية القبلية التي استعرا أوارها وامتدت خلاياها السرطانية لفت عضد الأمة* (دعوها فإنها منتنة ) فكثيراً ما استوقفني (هاشتاقات) مثل أخرجوا بنو فلان وفلان من جزيرة العرب !!!!! فضلاً عن مقاطع (يوتيوب) لم ينزل الله بها من سلطان* ، حتى أن السحرة والمشعوذين لهم مقاطع يتحدثون فيها عن خزعبلاتهم ومكرماتهم ..!! وللأسف ثورة مجنونة في عالم مختل ..، ولكن كل هذا لايمنع وجود نماذج مشرفة ، فشكراً لكل عربي مسلم معتدل يحاول الرقي بأمته* وبعدا* لثقافة التفاهة والسخافة التي يلفظها عقل كل ذي لب عاقل* ولا أريد لأمتي أن* تصنف ضمن* دول العالم الثالث والرابع ، أريد كما يريد كل إنسان غيور على بني الإسلام أن* نعود لمعين إسلامنا الصافي بلا معتقدات مهترئة بالية تجاوزها الكون ومازال البعض يرزح تحت ظلامها ، نريد عالماً يفشي السلام وينادي به ويدعو له بلا عنف أو تكفير ولا منظمات إرهابية ولا ناعق يطبل لها فلا يطرب إلا المرضى النفسيون والمأفونون ذوي الإعاقة الفكرية واللوثة اللا نهائية* ، نريد علماً نريد أدباً ونريد عالماً بلا خوف ، نريد شباباً متزناً واعياً لايبيع نفسه لدعاة الشيطان* ، ولا نريد الشعوب أن تتوجس منا خيفة فتفر منا فرارها من الأسد وتلصق عيوبنا بديننا الحنيف والدين منها براء ، ونريد أيضاً شعباً يوجه شبابه بألا يهدر قيمة الوقت الثمين ، أن نعي أن ( الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهي رسالة مني أبعثها لعلها تلقى الإصغاء***** قبل السير على شفير الهاوية قلموا أظافر* الثورة المجنونة* ..، فهل تجد رسالتي صدى ؟ ويبقى السؤال حائرا* حتى حين ...