الغدر من القريب: جرمٌ لا يُعدم صاحبه… لكن يُقصى ولا يُترحم عليه
ليست كل خيانة وغدر سواء، فأن تخون وطنًا أو جماعةً، فأنت في عرف الدول خائنٌ يستحق أقسى العقوبات، وغالبًا ما تكون الإعدام؛ لأن ما اقترفته يُهدد حياة أمةٍ ومصير شعب. أما أن تأتي الخيانة من القريب—من كان لك رحمًا، سندًا، عشيرةً، أو جارًا—فهذه جريمةٌ لا تصدر إلا ممن تخلّى عن كل معاني الوفاء والرجولة والروابط الإنسانية.
الخائن الغادر من القريب لا نملك إعدامه بحكم القانون، لكننا نملك ما هو أعمق من ذلك: نملك عزله عن الروح، إقصاءه من الذاكرة، وتجريده من شرف الانتماء. فالمجتمع الواعي لا يرحم من غدر بقربته، ولا يُعيد إليه اعتبارًا أو ذكرىً مشرفة.
هؤلاء الذين يطعنون من الخلف، ويبيعون أهليهم وأبناء عمومتهم بثمنٍ بخس من المصلحة أو الجهل أو الطمع، لا يصنعون تاريخًا ولا يحفظون كرامة. ومجتمعٌ يبرّر لهم أو يغفر بسهولة، إنما يُفسح المجال لتكرار ذات الجريمة بنسخٍ جديدة.
الغدر والخيانة من القريب ليست كبوةً أو زلّة، بل هي اختيارٌ مدفوعٌ بانعدام الأصل وغياب الضمير.!!
ولذلك، فالرد على هذه النوعية العفنة لا يكون بالانفعال وحده، بل بوعيٍ حازمٍ يحسم: لا صلة، لا رحمة، لا قبول… فقط عزلةٌ تُذكّرهم بأنهم خارج حدود الكرامة.